عملة المملكة العربية السعودية
كانت البلاد قبل دخول الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل مدينة الرياض سنة 1319هـ ( 1902م ) تعيش حالة من الفوضى السياسية، فالبلاد عبارة عن أشلاء متناثرة ومتناحرة في الوقت نفسه، والروابط واللحمة الواحدة تنعدم فيما بينها. فكل إقليم يمثل كياناً مستقلاً في جميع شؤونه، ناهيك عن أنه لم يكن لأي منها شي من كينونة الدولة السياسية بمعناها الحالي. وقد انعكس ذلك بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية التي كانت تعاني انهياراً في معظم مقوماتها، مما أدى إلى تحويل معظم مجتمعاتها إلى قبائل رحل تعتمد في إتمام عملياتها التجارية بشكل كبير على نظام المقايضة، ويكاد هذا الوضع ينطبق وبشكل كبير على الأجزاء الداخلية من البلاد.
لقد أدى هذا التدهور السياسي والانهيار الاقتصادي إلى تعطيل عدد من الأنشطة الاقتصادية التي كانت تمثل أهم مورد لبعض الكيانات السياسية والقبلية، مما أدى إلى إفلاس السواد الأعظم من السكان وعجزهم عن دفع الضرائب التي كانت تمثل أهم مورد من موارد الدخل للدولة العثمانية في الجزيرة العربية آنذاك، وممثليها في حكم أقاليم البلاد. وبذلك بات سكان هذه الأقاليم ينتظرون الفرصة والخلاص من هذا الحكم الجائر الذي أرهق كاهلهم بدفع الضرائب، وأعادهم بل ودفع بهم سنين طويلة إلى التخلف والجهل.
استمر هذا الوضع قائماً إلى أن دخل الملك عبدالعزيز مدينة الرياض، فكانت بداية القرن العشرين بداية انطلاقة الدور الثالث من الحكم السعودي المبارك، الذي وضع حجر الأساس لحياة جديدة في جزيرة العرب، وأعاد بناء الحياة السياسية، والحكم المستقر، والأمن الدائم إلى ربوعها، ليعم سائر أقاليمها التي صارت بفضل الله ثم بجهود هذا الملك الفذ حاضرةً للتجارة العربية والإسلامية في العصر الحديث. وكياناً بارزاً يضطلع بدور مهم في مسار الاقتصاد العالمي.
فمنذ ذلك العام الذي فتح فيه الملك عبدالعزيز مدينة الرياض، وانطلق منها لتوحيد أجزاء البلاد المتناثرة تحت راية التوحيد، والى إن تم له ذلك بعون الله وتوفيقه، وسيرته تبهر الناس بجلالها، وتثير الدهشة والإعجاب عند كل من يسبر غورها. فهاهو الملك عبدالعزيز في ظل الظروف القاهرة وشح الموارد، والحرب التي كانت تعصف بالعالم آنذاك. استطاع أن يبني دولة مترامية الأطراف، وأن يضع لها الأنظمة والقوانين التي تكفل حمايتها واستمراريتها، معتمداً في ذلك على الشريعة الإسلامية أولاً، وعلى بعد نظره ومصلحة أمته ثانياً. ولعل خير دليل على ذلك ما شهده النظام النقدي من تطور خلال عهده رحمه الله. فقد كان النظام النقدي في معظم أقاليم الجزيرة العربية بصفة عامة، وأقاليم البلاد بشكل خاص، يعاني فوضىً وتدهوراً لم يشهدهما من قبل. فمعظم النقود الأجنبية من ذهبية وفضية وبرونزية ونحاسية جرى التعامل بها في هذه البلاد بغض النظر عما إذا كانت تلك النقود تنتمي إلى دولة قائمة آنذاك، أو إلى دولة زال حكمها منذ زمن.
في ظل هذه الفوضى النقدية لم يكن أمام الملك عبدالعزيز في بداية الأمرـ أي بعد دخوله مدينة الرياض وسيطرته على معظم إقليم نجد ـ سوى أن يقبل ولو بشكل مؤقت بهذا الوضع، حيث أبقى على التعامل بالنقود المتوفرة بالأسواق آنذاك، إلا أن إيجاد نقد موحد يتم تداوله في مناطق نفوذه آنذاك، كان هاجساً يراوده كثيراً، لإدراكه التام بأن النقود تعد أهم مظهر من مظاهر سيادة الدولة، وإحدى شارات الملك الثلاث. ولهذا نجد أن الملك عبدالعزيز وخلال تلك الفترة المبكرة من مسيرة التوحيد كان يحاول جاهداً إصدار عملة نحاسية خاصة بسلطنة نجد آنذاك، رغبة منه في ضبط الأوضاع النقدية في أسواقها إبان تلك الفترة.
بعد هذه الخطوة الجريئة، وفي ظل سيادة العملات الأجنبية، لم يكن أمام الملك عبدالعزيز سوى إقرار التعامل في محيط نفوذه السياسي بالنقود المتداولة آنذاك. وهي النقود التي جرى تداول معظمها إبان عهد الدولة السعودية الثانية، والفترة التي سبقت دخوله مدينة الرياض. ولعل أهم تلك العملات على الإطلاق التالر النمساوي، أو ما يعرف بـ " دولار ماريا تريزا " والمعروف محلياً باسم " الريال الفرانسي " وهو الاسم الذي أصبح مجازاً اسماً رسمياَ لهذا النقد في معظم أقاليم الجزيرة العربية، بل وبعض الأقطار العربية.
أما بالنسبة لهذا النقد فهو عبارة عن قطعة نقدية فضية كبيرة الحجم يبلغ وزنها أوقية واحدة، ولدقة وزنه أصبح فيما بعد وحتى الآن وحدة وزن في الأسواق الشعبية. وقد بلغ هذا النقد – كما مربنا من قبل – شهرة كبيرة، وتعلق به الناس، ووثقوا به كنقد رئيس في معاملاتهم التجارية خاصة سكان الجزيرة العربية التي كان بعض أقاليمها يخضع لسيطرة الدولة العثمانية. بل إنهم كانوا يرفضون التعامل بغيره، حتى النقود العثمانية نفسها، الأمر الذي أضطر بعض ولاة الدولة العثمانية على تلك الأقاليم إلى الطلب من الآستانة توفير كميات كبيرة من الريال الفرانسي تفي بمتطلبات ولاياتهم.
فإلى جنب الريال الفرانسي تم تداول أنواع مختلفة من النقود العثمانية الذهبية والفضية والنحاسية. وان كانت النقود الفضية والنحاسية ومثلها النقود ( الكوبر نيكل ) هي الأكثر انتشاراً وسيادة في التداول بين الناس، ذلك لأن هذه العملات تمتاز عن غيرها بفئاتها المتعددة التي جعلت منها نقوداً رائجة في المعاملات التجارية.
وقد اشتهر من تلك النقود ما عرف بالريال المجيدي نسبة إلى السلطان العثماني عبدالمجيد خان، كذلك البارات- جمع بارة – وهي نقود من ( الكوبر نيكل ) وتمثل في حقيقتها أجزاء للريال المجيدي. وتتميز هذه النقود بصفة عامة بأنها تحمل على وجهها توقيع السلطان المشتمل على اسمه كاملاً نقش بالخط الطغرائي، وعدد سنوات جلوس السلطان على العرش، أما الظهر فيشتمل على مكان وتاريخ السك، وتاريخ تولية السلطان.
وإلى جانب تلك النقود جرى تداول الجنيه الإنجليزي الذي لا يقل شهرة عن الريال الفرانسي، وقد عرف بين سكان البلاد بأسماء محلية منها: جنيه جورج، نسبة إلى الإمبراطور جورج الخامس الذي سك هذا النقد في عهده، كذلك عرف باسم محلي آخر هو جنيه أبو خيال. لوجود صورة رجل يمتطي صهوة جواد على ظهر القطعة.
وكان هذا النقد يرد إلى أسواق البلاد شأنه شأن باقي العملات الإنجليزية التي ترد عن طريق الهند أهم المستعمرات البريطانية آنذاك. ولأن هذا النقد مضروب من معدن الذهب فقد لقي رواجاً كبيراً بين سكان البلاد. ناهيك عن نقاوة معدنه وثبات وزنه. كذلك جرى تداول النقود الهندية الفضية والمعروفة بالروبية وأجزائها والتي هي في حقيقة الأمر نقود إنجليزية سكت خلال الاستعمار البريطاني للهند. ولعل خير دليل على ذلك نقش صورة الإمبراطور الإنجليزي عليها. وقد كان للروبية وأجزائها ،والآنة وأجزائها، ومضاعفاتها شهرة واسعة وانتشار كبير في أسواق معظم أقاليم الجزيرة العربية، خصوصاً الأقاليم المطلة على الخليج العربي والبحر الأحمر. كذلك جرى تداول العديد من النقود الأخرى كالقروش المصرية ونقود بعض الدول المجاورة في الجزيرة العربية، ونقود دول شرق آسيا خاصة نقود الهند الشرقية، أو ما يعرف حالياً بـ اندونيسيا.
وفي خضم تلك الفوضى النقدية التي كانت تعيشها البلاد، كان الملك عبد العزيز يسعى جاهداً لإيجاد الحلول التي تساعد على ضبط الأوضاع النقدية تلك، وتحد من تنوع تلك النقود. ولعل أول خطوة عملية قام بها الملك عبدالعزيز تمثلت في دمغ بعض النقود الشائعة والرائجة في التداول بكلمة ( نجد )، وكان ذلك قبل سنة 1340هـ ( 1922م ). ومن أهم تلك النقود التي خضعت للإصلاح النقدي، الريال الفرانسي، والروبية الهندية وأجزاؤها، وبعض النقود العثمانية المضروبة من النحاس ومن ( الكوبر نيكل ) من فئة عشرة بارات، وفئة عشرين بارة، وأربعين بارة. وبعض القروش التركية مثل خمسة قروش، وبعض القروش المصرية والتي تعود إلى عهد السلطنة المصرية من فئة القرشين، وفئة الخمسة قروش، وفئة العشرة قروش، وفئة العشرين قرشاً.
يتضح من خلال هذا الإجراء الإصلاحي أن الملك عبدالعزيز كان يهدف إلى إعلام الرعية من صيارفة وباعة وغيرهم، أن تلك النقود المدموغة بكلمة ( نجد ) هي النقود الرسمية المعترف بها، والتي يجب التعامل بها دون غيرها. وكونها رسالة صريحة تعكس الوضع السياسي لسلطنة نجد خلال تلك الفترة، وخطوة جريئة تعد بمثابة اللبنة الأولى التي وضعها الملك عبدالعزيز لأساس نظام النقد السعودي وفق المصادر المتاحة له آنذاك.
بعد أن تمكن الملك عبدالعزيز من توحيد الحجاز مع نجد سنة 1343هـ ( 1925م ) أقر التعامل بالريال الفرانسي والنقود العثمانية وغيرها من النقود الأجنبية التي كان الشريف حسين بن علي قد منع تداولها خلال فترة حكمه، وكإجراء وقائي قام الملك عبدالعزيز بدمغ تلك النقود بكلمة ( الحجاز )، ولعل أندر تلك النقود المدموغة وحدة النقد البريطاني المعروف بالبيني البرونزي ( Bronze Penny ) المسكوك في عهد الإمبراطور جورج الخامس، ( بريطانيا العظمى ).
على الرغم من هذه الخطوة التي سمحت بتدفق النقود الأجنبية إلا أن حاجة السوق المحلية كانت تتطلب كميات أكبر من النقود، الأمر الذي دفع الملك عبدالعزيز إلى سك نقود تفي بحاجة السوق. فجرى سك كميات كبيرة من النقود النحاسية من فئة نصف القرش، وفئة ربع القرش. نقش على وجهها اسم الملك عبدالعزيز كاملاً ( عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ) على هيئة طغراء أو بالخط الطغرائي، وتاريخ سكها سنة ( 1343هـ ) أما ظهر الفئتين فقد نقش عليها القيمة النقدية لكل منهما، ومكان السك وهو أم القرى. وبذلك يعد هذا الإصدار بفئتيه ( نصف قرش، وربع قرش ) أول الإصدارات السعودية النقدية، بل إنه نقد قانوني جرى التعامل به وفقاً للأوامر الصادرة آنذاك وما نقش عليه من عبارات لا تختلف في مضمونها عن أي نقد آخر
ونظراً لحاجة السوق إلى كميات إضافية من هذه النقود أمر الملك عبدالعزيز في السنة نفسها بسك كمية أخرى جاءت على غرار طراز القطع السابقة مع بعض الاختلاف في طريقة نقش اسم الملك، حيث ورد على النحو التالي:( عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل). ومع بداية سنة 1344هـ( 1926م) أمر الملك عبدالعزيز بسك كمية أخرى من فئة نصف القرش فقط.
جرى سكها بشكل جميل جداً، خصوصاً ظهر هذه الفئة التي حملت نفس العبارات السابقة المشتملة على مكان السك وتاريخه، وقيمة النقد. حيث وزعت على مساحة ظهر القطعة بتصميم فريد للغاية، في حين نقش على الوجه اسم الملك عبدالعزيز كاملاً بالخط الطغرائي دون إضافة أي لقب من ألقابه( عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ) ونقش أسفل الطغراء سنة ( 2 ) أي السنة الثانية من حكم الملك عبدالعزيز بعد توحيد الحجاز مع باقي مملكته، ولعل هذا الإصدار يؤيد ما نحن بصدده من أن هذه الإصدارات النحاسية هي أول النقود السعودية الرسمية. وعلى أي حال تعد هذه النقود من أهم وأندر النقود المضروبة في مكة المكرمة، ذلك لأنها حملت أحد أسماء مكة المكرمة وهو ( أم القرى ) وهو الاسم الذي لم يظهر على النقود بصفة عامة قبل هذا التاريخ.
ومن الإصلاحات النقدية التي شرع بها الملك عبدالعزيز بعد دخوله الحجاز وتوحيده مع باقي أجزاء دولته، ما قام به في عام 1344هـ( 1926م ) حيث أصدر الملك عبدالعزيز أمره بسك نقود جديدة من فئة القرش الواحد، وفئة نصف القرش وفئة ربع القرش والتي جرى سكها من معدن الكوبر نيكل، وقد حملت هذه النقود الجديدة اسم ولقب الملك عبدالعزيز آنذاك(عبدالعزيز السعود/ملك الحجاز وسلطان نجد ) نقش على وجه تلك الفئات على هيئة كتابة هامشية، في حين ورد على ظهر هذه الفئات كتابات اشتملت على قيمة القطعة النقدية بالأحرف والأرقام، وسنة السك، دون أن ينقش عليها اسم مكان سكها.
شهدت سنة 1346هـ العديد من التطورات النقدية الجبارة، فكان أولها أن قام عبدالعزيز بإلغاء التعامل بجميع النقود المتداولة كالعثمانية والهاشمية وغيرها. حيث أمر بطرح نقوده الجديدة التي حملت لقبه السابق، ويظهر هذا اللقب على النقود التي جرى سكها من معدن ( الكوبر نيكل ) من فئة القرش، ونصف القرش، وربع القرش والتي جاء تصميمها مطابقاً لتصميم القرش وفئاته المضروب سنة 1344هـ. باستثناء سنة السك 1346هـ التي نقشت أسفل ظهر القطعة النقدية.
وخلال السنة نفسها قام الملك عبدالعزيز بخطوة تعد من أهم المراحل التي مرت بها عملية الإصلاح النقدي إبان تلك الفترة. فقام يرحمه الله بطرح أول ريال عربي سعودي خالص، جرى سكه من معدن الفضة على غرار الريال المجيدي. الذي يعد النقد الفضي الرئيس المتداول آنذاك، وكأن الملك عبدالعزيز أراد بهذا العمل تقبل الرعية لهذا النقد الجديد إذ جرى سكه بشكل مطابق لوزن وقطر الريال المجيدي، كذلك نسبته من معدن الفضة، أما بالنسبة لتصميم هذا الريال وأجزائه من فئة نصف الريال ، وفئة ربع الريال، فقد جرى سكه بشكل مميز وفريد للغاية، اشتمل على عبارات وأرقام، نقشت على هيئة كتابات مركزية وأخرى هامشية. فقد ورد على مركز الوجه داخل دائرة اسم الملك كاملاً( عبدالعزيز بن عبدالرحمن السعود). في حين تضمن الهامش لقبه ( ملك الحجاز ونجد وملحقاتها ) وشعار الدولة سيفين متقاطعين داخل شكل شبه مستطيل نقش بجانبه نخلتان. أم الظهر فقد نقش في مركزه مكان السك وتاريخه( ضرب في مكة المكرمة 1346هـ ) بينما اشتمل الهامش على القيمة بالأحرف والأرقام.
ولتحقيق الانتشار لهذا النقد، ودعمه أمام تحديات النقود الأخرى التي شكلت لها قاعدة صلبة من تعاملات الناس اليومية. فقد أصدر الملك عبدالعزيز أمره السامي المتضمن أول تنظيم للوضع النقدي في البلاد والذي جرى نشره في الجريدة الرسمية ( أم القرى ) في عددها رقم ( 160 ) وتاريخ 13/7/1326هـ (9/1/1928م). حيث تضمن العديد من المواد التي رسمت السياسة النقدية للدولة آنذاك. ومن أهم هذه المواد ما يلي:
- المادة الأولى: يسمى هذا النظام نظام النقد الحجازي النجدي المعبر عنه فيما يلي بالنقد العربي.
- المادة الثانية: اعتباراً من غرة شعبان 1346هـ يبطل التعامل بالريالات العثمانية وأقسامها وتحل محلها الريالات العربية وأقسامها.
- المادة الثالثة: الريال العربي مساوٍ بحجمه ووزنه وعيار فضته للريال العثماني ونصف الريال العربي مساوٍ لنصف الريال العثماني، وربع الريال العربي مساوٍ لربع الريال العثماني.
- المادة الرابعة:
أولاً: الجنيه الإنجليزي هو الأساس المقياسي لأسعار العملة الفضية العربية.
ثانياً: يساوي الجنيه الذهب عشرة ريالات فضية عربية.
ثالثاً: يساوي الجنيه الذهب(110) قروش أميرية أي ( 220) قرشاً دارجاً.
رابعاً: يساوي الريال العربي الفضي (11) قرشاً أميرياً أي (22) قرشاً دارجاً.
وبصدور هذا النظام النقدي الجديد أصبح لزاماً على الجميع التعامل بالريال السعودي، ونبذ ما سواه من النقود الأخرى، الأمر الذي تطلب إعادة سكه مرة أخرى سنة 1348هـ(1930م) بجميع فئاته ووفق مواصفاته السابقة عدا سنة سكه( 1348هـ) حيث طرح للتداول وفق معيار صرفه من القروش الحجازية النجدية، التي أعيد سكها هي الأخرى خلال تلك السنة بجميع فئاتها، وطبقاً لمواصفاتها السابقة عدا تاريخ سكها ( 1348هـ ).
بعد أن تمكن الملك عبدالعزيز آل سعود من توحيد أجزاء البلاد المتناثرة، صدر المرسوم الملكي رقم 2716 وتاريخ 7/5/1351هـ( 22/9/1932م) بتحويل البلاد من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وتقرر استخدام لقب ( ملك المملكة العربية السعودية) بدلاً من لقب ( ملك الحجاز ونجد وملحقاتها). إلا أن هذا اللقب لم يظهر على النقود إلا في سنة 1354هـ ( 1935م) عندما جرى طرح أول نقد سعودي حمل الاسم الجديد للدولة بعد توحيدها، وكان ذلك على الريال الفضي الجديد وأجزائه من فئة نصف الريال، وفئة ربع الريال.
تميز هذا الريال بصغر حجه، وخفة وزنه مقارنة بالريال السابق. إذ بلغ وزنه 11.65جم ، أي أقل من نصف وزن الريال السابق. كذلك تميز بارتفاع درجة نقاوته التي بلغت0.916وبذلك يكاد يطابق الريال الجديد في مواصفاته مواصفات الروبية الهندية، النقد الأكثر تداولاً بين النقود الأجنبية السائدة آنذاك.
أما بالنسبة لتصميم هذا الريال، فقد جرى سكه بشكل مطابق لتصميم الريال السابق من حيث زخارفه وأشكاله وتوزيع عباراته، التي اختلفت على وجه الريال الجديد. فقد حمل مركز الوجه اسم الملك كاملاً( عبدالعزيز بن عبدالرحمن السعود) تحف به من الخارج دائرة تفصله عن كتابات الهامش التي تضمنت اللقب الجديد للملك( ملك المملكة العربية السعودية)، نقش أسفل منه شعار الدولة. أما الظهر فقد جاء مطابقاً للريال السابق عدا سنة سكه ( 1354هـ ).
أما النقود المعدنية المصنوعة من الكوبر نيكل من فئة القرش وأجزائه من فئة نصف القرش، وفئة ربع القرش، فإنه لم يجر سكها بالاسم الجديد للدولة إلا في سنة 1356هـ ( 1937م)، حيث جرى سكها وفقاً للتصميم السابق للقرش وفئاته، مع اختلاف في العبارات وطريقة تنفيذها. فقد ورد على الوجه بشكل دائري اسم الملك ولقبه( عبدالعزيز السعود/ملك المملكة العربية السعودية)، في الوقت الذي لا نجد فيه اختلافاً في تصميم الظهر عدا سنة سك هذا القرش وأجزائه وهي سنة ( 1356هـ ). التي نقشت أسفل ظهر القطعة النقدية.
ونظراً للتطور الاقتصادي المطرد، وحاجة السوق إلى كميات كبيرة من النقود السعودية التي أصبحت هي النقد الرئيس والسائد في جميع أرجاء البلاد، فقد جرى سك كميات كبيرة من الريال الفضي وأجزائه، كذلك القرش وأجزاؤه، عدة مرات وطيلة فترة تصل إلى ثلاث عشرة سنة. ومع ذلك فإن تاريخ السك (1354) المنقوش على الريال الفضي وأجزائه، وتاريخ السك( 1356) المنقوش على القرش الكوبر نيكل وأجزائه، فقد بقيا دون تغيير حتى سنة 1367هـ( 1948م) وذلك بالنسبة للريال الفضي، والذي جرى سكه خلال سنوات مختلفة، وفي دور سك متنوعة، منها على سبيل المثال: لندن، مكسيكو، فيلادلفيا، وبومباي.
ونتيجة لتركيز الدولة بعد توحيدها على سك الريال الفضي وأجزائه، للوفاء بمتطلباتها، وسد حاجة الأسواق من هذه النقود، وما قام به الصيارفة إبان تلك الفترة من تخزين الفئات الصغيرة من النقود المعدنية( الكوبر نيكل). فقد حدث نقص في هذه النقود من فئة القرش الواحد وأجزائه، مما أدى إلى تدني قيمة الريال الفضي الذي انخفض سعر صرفه من ( 22) قرشاً إلى (20) قرشاً، ولحل هذه المعضلة وكسر احتكار الصيارفة لتلك النقود، قامت الدولة سنة 1365هـ( 1946م) بدمغ جميع القروش المتداولة آنذاك سواء المسكوكة منها قبل توحيد المملكة أو بعد توحيدها، بالرقم (65) في مركز الوجه عن طريق الطرق، وبذلك تمكنت الدولة من إعادة التوازن النقدي لأسواقها، وحافظت على قيمة الريال الفضي، لتستمر هذه النقود الصغيرة الموشحة أو المدموغة بهذا الرقم متداولة حتى بداية عهد الملك سعود بن عبدالعزيز.
وفي سنة 1367هـ( 1948م) جرى سك الريال الفضي الواحد دون أجزائه، وطرح في الأسواق بتصميمه السابق عدا سنة سكه ( 1367) المنقوشة في آخر سطر من كتابات مركز الظهر. ثم أعيد سكه مرة أخرى سنة 1370هـ( 1951م) دون أجزائه أيضا. وخلال السنة نفسها ( 1370هـ ) جرى ولأول مرة في العهد السعودي سك الجنيه الذهبي الذي كان في تصميمه مشابهاً للريال الفضي، وبالتحديد من حيث زخارفه ومأثوراته فيما عدا سنة سكه وقيمته بالأحرف المنقوشة في أعلى هامش الظهر ( جنيه عربي سعودي واحد ) وقد بلغ وزن هذا الجنيه ( 8 غرامات )، ودرجة نقاوة تصل إلى (0.91666 ) وبلغ قطره (22 مليمتر). وهو بذلك يكون مقارباً إلى درجة كبيرة من مواصفات الجنيه الإنجليزي وبالتحديد من حيث وزنه وقطره ودرجة عياره، أي نقاوته.
وعلى الرغم من أن هذه الجنيه جرى سكه سنة 1370هـ، إلا أنه لم يطرح للتداول حينها، فقد أخذت الدولة بمشورة المستشار الاقتصادي والمالي آنذاك آرثر.ن.يونج ( Arthur N. Young ) ، الذي كان يرأس بعثة أمريكية مهمتها تقديم المشورة للدولة لتطوير نظامها النقدي بشكل خاص. والاقتصادي بشكل عام. وقد كان من بين توصيات الخبير آرثر يونج، الاحتفاظ بتلك الجنيهات الذهبية البالغ عددها مليونين ونصف المليون قطعة، وتأجيل طرحها حتى يتم تأسيس مؤسسة تدير شؤون البلاد النقدية. وبالفعل فقد تم طرح تلك الجنيهات سنة 1372هـ( 1952م) بعد أن تم إنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي.
بعد طرح الريال السعودي الفضي للتداول أصبح هاجس الدولة المحافظة على قيمته مقابل الجنيه الإنجليزي العملة الذهبية الرئيسة إبان تلك الفترة. ونظراً لما شهدته تلك الفترة من تحولات سياسية عصفت بالاستقرار الاقتصادي ، والأزمة العالمية الكبرى التي أدت إلى انهيار أسعار الفضة، وتخلي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية عن قاعدة الذهب خلال الفترة من 1349-1352هـ(1931هـ-1933م) وارتفاع أسعار الذهب بعد ذلك، فقد أدى إلى تغيير في قيمة التعامل بين الريال الفضي السعودي والجنيه الذهب الانجليزي الذي كان معمولاً به في نظام النقد النجدي الحجازي.
ونظراً لعدم وجود سلطة نقدية مركزية، تحكم وتنظم إصدارات الدولة من النقود التي كانت تسك خارج البلاد، وترد على دفعات، أو بشكل غير منتظم، فقد أدى إلى تدني قيمة صرف الريال الفضي السعودي، كذلك أدى إلى حدوث فارق كبير لا يتمشى مع قيمة الريال كمعدن في السوق العالمية، الأمر الذي دفع بالعديد من الصيارفة إلى القيام بتهريبه خارج البلاد وبكميات كبيرة خاصة إلى أسواق الهند التي شكلت منطقة جذب لهم.
وهنا رأى الملك عبدالعزيز أن البلاد بحاجة ماسة إلى وجود جهاز مصرفي يتولى إدارة دخل الحكومة الذي يشهد تنامياً مطرداً، بفضل الدخل المتزايد من الصادرات النفطية، كما يتولى تنظيم الأوضاع النقدية التي تعاني اضطراباً كبيراً ، بسبب التقلبات الحادة لأسعار معدني الذهب والفضة، اللذين يشكلان العمود الفقري لعملة الدولة.
ولقد كان الملك عبدالعزيز جهود جبارة في هذا الميدان، ومنذ البدايات الأولى فقد كان ( رحمه الله ) حريصاً كل الحرص على إنشاء مصرف وطني يتولى إصدار النقود السعودية وينظم عملية طرحها في الأسواق ويحافظ أيضا على قيمتها. فكان هذا المشروع من أولوياته حيث كان لديه العديد من العروض بهذا الشأن إلا أنها جميعاً لم تكن ترقى إلى تطلعات الملك عبدالعزيز آل سعود.
وفي أوائل عام 1371هـ(1952م) وبعد الاضطراب الكبير الذي تعرضت له نظم الصرف والمدفوعات، وافق الملك عبدالعزيز على استقدام بعثة مالية أمريكية. يرأسها المستشار المالي الاقتصادي آرثر يونج لتقديم المشورة للدولة في النواحي المالية الاقتصادية ولتطوير أنظمتها النقدية، وبناءاً على التقارير والتوصيات التي قدمها السيد / آرثر يونج بإنشاء مؤسسة تعنى بالأمور النقدية للبلاد. وبعد التشاور مع جلالة الملك سعود يرحمه الله الذي كان وقتها أميراً حول ماهية هذه المؤسسة، تم التوصل إلى اسم المؤسسة ومهامها وأهدافها، عند ذلك صدر المرسومان الملكيان برقمي 30/4/1/1046 و 30/4/1/1047، وتاريخ 25/7/1371هـ( 20/4/1952م) بإنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي، واعتماد نظامها الأساسي. الذي حدد أهم وظائفها في تثبيت قيمة العملة السعودية، ودعمها داخل البلاد وخارجها، ومعاونة وزارة المالية بتوحيد المركز الذي تودع فيه إيرادات الدولة، وتقديم المشورة للحكومة فيما يتعلق بسك النقود وطرحها، ومراقبة الجهاز المصرفي من مصارف تجارية، وصيارفة يتعاملون في بيع وشراء العملات الأجنبية، وقد حظر على المؤسسة إقراض الحكومة والهيئات الخاصة، وإصدار العملة الورقية وغيرها من البنود التي نص عليها المرسومان.
وبذلك باشرت مؤسسة النقد العربي السعودي التي تعد ثاني أقدم بنك مركزي في العالم العربي عملها في 14/1/1372هـ (4/10/1952م) وكان من المهام الأولى التي ألقيت على عاتق المؤسسة استكمال نظام النقد السعودي. فطرحت في بداية شهر صفر من عام 1372هـ الجنيه الذهبي السعودي، الذي حدد سعر صرفه بمبلغ ( 40 ) ريالاً فضياً سعودياً، أي ما يعادل ( 10.90 ) دولار، وهو سعر متوافق مع السعر المستهدف للريال مقابل الدولار ( 3.70 ريالات للدولار الواحد ). وقد قامت المؤسسة حينها بجهد جبار في المحافظة على هذا السعر، ومارست كافة صلاحياتها بالتعاون مع الجهاز المصرفي لتحقيق هذا الهدف.
كما قامت المؤسسة باستكمال سك الريالات الفضية حيث قامت بسك الريال الفضي الموسوم باسم الملك عبدالعزيز سنة 1373هـ ( 1953م )، وبذلك أصبحت عملة البلاد تصدر عن مؤسسة وطنية سعودية قادت منذ بداية تأسيسها وحتى اليوم المحافظة على قيمة الريال السعودي بين عملات دول العالم.
يتضح مما سبق أن الملك عبدالعزيز قام بعمل غير عادي في سبيل بلورة هوية أمته ودولته من خلال نقودها، التي تعد أهم رمز من رموز سيادتها، ولعل المتتبع لمراحل الإصلاح النقدي خلال تلك الفترة، يدرك حقيقة بعد نظر الملك عبد العزيز في معالجة الأحداث والقضايا الجوهرية لأمته، فمراحل الإصلاح النقدي ارتبطت ارتباطاً مباشراً بمراحل توحيد هذا الكيان، وعكست الأحداث والتطورات السياسية التي شهدتها الدولة منذ سنة 1319هـ( 1902م ) وحتى سنة 1351هـ ( 1932م ).
وعلى الرغم من كل ما تم تحقيقه في هذا المجال، إلا أن طموح الملك عبدالعزيز كان أكبر من ذلك بكثير، فقد أدرك رحمه الله صعوبة الاستمرار في استعمال النقود المعدنية، في ظل التطورات الاقتصادية المتلاحقة، وتنامي واردات الدولة بشكل كبير، فرغب في تسهيل أمور حجاج بيت الله الذين يلاقون مشقة من حملهم للريالات الفضية الثقيلة، فكانت الخطوة الأكثر جراءة في نظام النقد السعودي، والتي تمثلت بقيام مؤسسة النقد بإصدار ما عرف آنذاك بإيصالات الحجاج التي طرحت للتداول اعتبارا من 14/11/1372هـ ( 25/7/1953م ) من فئة العشرة ريالات، والتي طبع منها خمسة ملايين إيصال، كطبعة أولى، كتب على هذا الإيصال عبارات متعددة باللغة العربية والفارسية، والإنجليزية،والأردية، والتركية، والمالاوية، ما يحفظ لحاملها قيمة هذا الإيصال من الريالات الفضية السعودية. وعلى ما يبدو أن هذه التجربة لاقت الاستحسان والقبول من حجاج بيت الله الحرام، ونالت ثقة الناس في السوق المحلية من تجار ومواطنين. الأمر الذي دفع بالمؤسسة إلى إعادة إصدار تلك الفئة وفئتين جديدتين أخريين من فئة الخمسة ريالات سنة 1373هـ ( 1954م )، وفئة الريال الواحد سنة 1375هـ (1956م) وكان لنجاح هذه التجربة أن المواطنين والحجاج لم يستبدلوا تلك الإيصالات بالعملة المعدنية، بل استمروا في تداولها واستنتجت الدولة ممثلة في مؤسسة النقد العربي السعودي بأن المواطنين والحجاج راغبون في استبدال العملات المعدنية بعملة ورقية، وهو تطور مهم يعبر عن الثقة بحكومة الدولة الفتية وقدرتها على حماية عملتها الورقية، وهو أمر أصعب بكثير من حماية العملة المعدنية ذات القيمة الذاتية.
نجلة قستي ــــــــــــــــ
التنصير والاستعمار
لقد حاول المؤتمرون المنصرون أن يفصلوا بكل ما أوتوا من قوة بين التنصير والاستعمار، ذلك لأنه قد تأكد لهم بأن المسلمين ما يزالون يرفضون التنصير لأنه في نظرهم قرين الاستعمار، ولأن الاستعمار كان معبراً للمنصرين، مما جعل التنصير يفشل في معظم أنحاء العالم الإسلامي الذي ذاق وما يزال يذوق الويلات من الاستعمار بكل أشكاله وألوانه.
وفي محاولة منهم لكسب المسلمين فإنهم في هذا المؤتمر يريدون أن يقولوا للناس بأن التنصير هو المحبة والأخوة... وما إلى ذلك، وأن الربط بينه وبين الاستعمار ليس صحيحاً.
إن هذه الطريقة ساذجة وبسيطة ذلك لأن ذاكرة التاريخ تحفظ ولا تنسى، إنها تحفظ الحملات الصليبية الحاقدة، وتحفظ حقد الجنرال غورو الذي قدم إلى سوريا إثر احتلالها على يد الفرنسيين حيث توجه إلى المسجد الأموي في دمشق ودلف من الباب الشمالي إلى قبر صلاح الدين الأيوبي ليركله بقدمه ويقول له: ها قد عدنا يا صلاح الدين. إنها قضية واحدة، استعمار، وصليبية، ونصرانية، واستشراق، كل ذلك يمر من فوهة واحدة ولهدف واحد، بعضها يخدم بعضاً، ومثل ذلك كثير، حتى لقد ارتبط التنصير بالاستعمار ربطاً لا يدع مجالاً لشاك، ولئن كان هؤلاء المنصرون يريدون التفريق بين هذين العنصرين فإن عليهم أن يعلنوا عن براءتهم من ذلك الإثم الاستعماري الظالم، لقد أعلنوا في يوم من الأيام لليهود بأن اليهود بريئون من دم المسيح وأنهم لم يقتلوه، إنهم فعلوا ذلك مع اليهود، وقد أصدر الفاتيكان قراره الشهير بذلك، فلماذا لا يصدرون قراراً مماثلاً تتبرأ فيه الكنيسة والفاتيكان من الاستعمار ومن الحروب الصليبية حتى يكون ذلك القرار مصداقاً لما يقولون... إنهم لا يفعلون ذلك، لقد فعلوا ما فعلوه مع اليهود لأن اليهود أصحاب سطوة ونفوذ، وإنهم يحجمون عما يحجمون عنه مع المسلمين لأن المسلمين ضعفاء ومفرقون، إنهم إذن يدورون مع القوة دون الحق، ومع النفوذ دون العدل، ومع الرهبة دون القسط واليقين.
أولاً: هارفي. م. كون في موضوعه (المسلم المتنصر) ص139 يقول:
(وهكذا نرى أن شهادات المتنصرين المدونة تبيِّن أن المسلم لا ينظر إلى النصرانية على أنها بكل بساطة كفر ديني، بل إنه يراها أيضاً نظيرة للاستعمار وللحضارة والثقافة الغربية) وتعقيباً على هذه العبارة لنا عدة ملاحظات:
1- إنه لا يراها أيضاً نظيرة للاستعمار وللحضارة والثقافة الغربية بل إنها هي ذاتها الاستعمار بعينه فضلاً عن كونها كفر ديني وردة وخروج عن الملة.
2- هذه الشهادة شهادة حق وعلى الفاتيكان وعلى المنصرين أن يعوها قبل أن يتقدموا باسم المحبة والأخوة الإنسانية والرأفة والصلب والفداء والصلوات والمزاعم التي تخفي وراءها كل ألوان الاستعمار والحقد الصليبي.
ثانياً: يقول تشارلس. هـ. كرافت في موضوعه (كنائس ملائمة للمتنصرين الجدد في المجتمع الإسلامي) ص169 ما يلي:
(نحن نحتاج مع ذلك أن ننظر واقعياً إلى بعض العقبات الرئيسة والتي يجب أن نتغلب عليها، وهناك الاحتمال الواضح بأننا (كأمريكيين - أوربيين) لنا علاقات تاريخية مؤسفة مع المسلمين قد تجعلنا غير مؤهلين للشهادة المباشرة في كثير من المناطق، ونحتاج إلى أن ننظر بحرية أكثر مما سبق نحو الأثر المضعف للشهادة النصرانية بسبب الكراهية النظرية التي تنتشر كثيراً بين المسلمين لأولئك الذين يمتون بصلة للحروب الصليبية إضافة إلى قيام إسرائيل وإلى ما يعتبره المسلمون ضلالاً لاهوتياً، وعليه فقد نحتاج إلى أن نطرق أساليب غير مباشرة).
ويلاحظ على هذا القول ما يلي:
1- الاعتراف بأن علاقات (الأمريكيين - الأوربيين) مع العالم الإسلامي تجعلهم يخجلون من ممارسة التنصير وسط الشعوب التي ذاقت الأمرين من كيدهم وحقدهم وما تزال تعيش ألاعيبهم.
2- كراهية المسلمين للغربيين الذين يمتون بصلة وثيقة للحروب الصليبية، أمر واضح لا يحتاج إلى كبير عناء للبرهنة عليه ذلك لأن الجيوش الفرنسية والألمانية والإيطالية والإنجليزية.. وغيرها كلها قد توجهت تحت ستار الصليب لتعيث فساداً في ديار المسلمين.
3- وقوفهم الحالي إلى جانب إسرائيل جليٌّ واضح، فإن بريطانيا كانت أولاً وراء تأسيسها، ومن ثم احتضنتها أمريكا، مروراً بألمانيا، وبمساندة معظم دول أوروبا، إن العالم الغربي برمته يقف وراء قيام هذا الكيان الغريب، وهم يشعرون بأن نظرة المسلم إليهم إنما هي نظرة تحقير وتأنيب، فكيف تفعلون هذا ثم تتقدمون إلينا في ثياب الكنيسة وفي هيئة الحمل الوديع لتدعونا إلى النصرانية التي تقدمونها للبشرية، على أنها البلسم الشافي للروح المعذبة...؟.
4- يقول: (وعليه فقد نحتاج إلى أن نطرق أساليب غير مباشرة) ما الأساليب غير المباشرة؟ مرة أخرى يعودون إلى اللف والدوران، ألم يكن الأجدى والأنفع لهم أن يعترفوا بكل شيء ويحفظوا ماء وجوههم حتى يفتحوا صفحة جديدة نظيفة من العلاقات، إن ذاكرة الشعوب لا تنسى.
ثالثاً: يقول شارلي. ر. تيبر في موضوعه (الظرفية والتحول والتأصيل) في الصفحة 210 ما يلي:
(إن تاريخ العلاقة بين الإسلام والنصرانية تاريخ حافل بالحروب التي لم تنقطع، فهناك فتوحات المسلمين في شمال أفريقيا وإسبانيا، والحروب الصليبية، والحروب التي دارت بين الطرفين في العصور الوسطى، وفي عصر النهضة في وسط وشرق أوربا، والتوسع الاستعماري للقوى النصرانية الغربية داخل أراضي المسلمين، هذا بالإضافة إلى المواجهات الراهنة حول الصهيونية ولبنان والنفط، وعبر هذا التاريخ الطويل تصرف النصارى بصورة لا تمت إلى تعاليم النصرانية بصلة، وكان لتلك التصرفات أثرها في تشويه رسالة الإنجيل وإحباط مراميها، وبالطبع فإن كل جزء من أجزاء العالم الإسلامي له تجربته الخاصة في هذه المواجهات، فتجربة الجزائر مثلاً تختلف عن تجربة أفغانستان).
إن هذا القول كسابقه يبرز تلك العلاقة الدموية بين الإسلام والنصرانية وهو يضيف على التصريح السابق إضافات جديدة تتمثل فيما يلي:
1- تعليقه على (فتوحات المسلمين في شمال أفريقيا وإسبانيا) وقرنها بالحروب الصليبية، ولكن شتان ما بين الأمرين (فإن التاريخ لم يعرف فاتحاً أرحم من العرب) وكلمة العرب هنا تعني (المسلمين) فإنهم كانوا من الرحمة بحيث فتحت لهم القلوب، وسلمت لهم مفاتيح المدن، لا كما حصل في الهجمات البربرية الهمجية التي قادها الصليبيون ضد المسلمين.
2- وقوفهم إلى جانب الصهيونية، وخلقهم الفتن والمشكلات في لبنان، ومحاولاتهم اليائسة للتسلط على النفط إما تهديداً باحتلال منابعه وإما محاربة لأصحابه بتحطيم أسعاره، والعمل بكل وسيلة على ابتزازه واستنـزافه.
3- (كان لتلك التصرفات أثرها في تشويه رسالة الإنجيل وإحباط مراميها) عجيب قولهم! فما كانت الحروب الصليبية إلا لتحقيق مرامي الإنجيل حسب زعمهم، وما كان الاستعمار إلا حماية للتنصير، والآن يتنصَّلون من كل ذلك محاولين التفرقة بين هذه الأصناف من العداوات وبين دعاويهم الإنجيلية.
4- ملاحظة الفوارق بين تجاربهم العدوانية الحاصلة على بلدان العالم الإسلامي بغية معالجة الموقف الماضي بصورة مختلفة تكون متوافقة مع تاريخ كل جزء من أجزاء هذا العالم. فالبلد الذي عانى كثيراً منهم يعامل الآن معاملة تختلف عن البلد الذي لم يعان منهم إلا القليل، ولكن الحق يدعونا لأن نلفت أنظارهم إلى أن أي جزء من أجزاء العالم الإسلامي حلت به مصيبة فإن الأثر النفسي السلبي ينتقل إلى العالم الإسلامي كله ولو لم يتضرر جميعه بشكل مباشر بهذا المصاب.
رابعاً: وللتدليل على العلاقة الوثيقة بين كل الألوان الاستعمارية والعدوانية التي وقعت على المسلمين وبين التنصير نسوق الدليل التالي، فقد ألقى كريكوري. م. ولفنكستون موضوعه وهو (مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في شمال أفريقيا) ذاكراً فيه بأن التنصير في هذه المنطقة ضعيف حتى ليكاد يكون معدوماً، وهنا جاء قول أحدهم معقباً على المحاضرة وذلك في الصفحة 387 بما يلي:
(قرأت ذلك والأسف يملأ نفسي، فماذا كان يفعل الفرنسيون والإيطاليون عندما كانوا هناك)؟؟ نعم ماذا كانوا يفعلون، يستعمرون فقط؟ إنهم لم يفلحوا في تقديم النصرانية لأهالي تلك البلاد، فماذا كانوا يفعلون إذن؟
خامساً: شارلي. ر. تيبر في موضوعه: (الظرفية والتأصيل) يقول في الصفحة 205 مايلي:
(كيف يمكننا أن نفصل أنفسنا عن مواقف الحكومات الغربية من النـزاع الإسرائيلي الفلسطيني؟ وأهم من ذلك كيف يمكننا أن نتفادى الاعتقاد السائد بين المحافظين من النصارى بأن قيام دولة إسرائيل إنما هو تحقيق وعد الرب لأبراهام ذلك الاعتقاد الذي يبرر جميع تجاوزات إسرائيل على أنها تحقيق لتلك النبوءة، ما الوسيلة التي نتجاوز فيها سيطرة الضمير الغربي السييء في التعامل مع اليهود على حساب الفلسطينيين؟).
1- إن هذا القول يمثل صحوة من نوع ما، إنه الإحساس بالذنب، وهذا أول مراحل الصدق مع النفس إن كانت هناك خطوات تالية.
2- إن اليهود هم الذين جعلوا هذه النبوءة تأخذ من أنفس الغربيين مكان اليقين وإلا فأين هو هذا الوعد الذي قطعه إبراهيم عليه السلام لهذه الفئة القادمة من الآفاق والتي احترفت على مر الدهر القتل والإرهاب والمؤامرات والدسائس، لا يوجد ثمة نبوءة، لكنها الدعاية اليهودية التي انطلت على الغربيين فصدقوها.
3- نعم، إن جميع دول الغرب تقف إلى جانب إسرائيل دون استثناء ويوافقهم في ذلك دول المعسكر الشرقي بكافة.
4- حاول المحاضر أن يزعم بأن النـزاع إنما هو إسرائيلي - فلسطيني بغية تحجيم القضية وتضييقها، لكنه في الحقيقة نـزاع يهودي - إسلامي لا غير، ومحاولته تلك محاولة مكشوفة ساذجة.
5- يتساءل المحاضر عن الوسيلة التي يتجاوز فيها سيطرة الضمير الغربي السييء في التعامل مع اليهود على حساب الفلسطينيين، ولعل الجواب البسيط على ذلك هو الدعوة للتحرر من سيطرة الإعلام اليهودي عليهم وعلى كنائسهم وعلى الفاتيكان، وحتى على مؤتمرهم المنعقد في كولورادو، ومواجهة اليهود الذين يريدون تدمير البشرية جميعاً وإيقافهم عند حدهم، والأخذ على أيديهم، وتحجيم دورهم في الإساءة للمسلمين بخاصة وللإنسانية بعامة.
سادساً: وهنا تأتي أهم وثيقة صادرة عن هذا المؤتمر، بل هي أهم ملحوظة قيلت فيه، تلك هي كلمة شارلي. ر. تيبر في موضوعه (الظرفية والتحول والتأصيل)، وذلك في الصفحة 214 والتي هي:
(انطلاقاً من الحقائق المذكورة أعلاه ما الأمور الملحة التي تحتم اتباع منهج سليم للتنصير بين المسلمين؟.
إن الشرط الأساسي في نظري هو أن نتوب من طبيعة علاقتنا (الغربية النصرانية) التاريخية والحالية مع العالم الإسلامي، وإذا لم نخط هذه الخطوة فإنني لا أرى أية جدوى من التقدم إلى الإمام، ولن يفيدنا هنا التنصل من مسئوليتنا عن الجرائم البشعة التي ارتكبها الصليبيون ضد المسلمين، ولا عن الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين، فالاعتقاد السائد بين المسلمين هو أننا نشترك في المسئولية عما ارتكبه أسلافنا وحلفاؤنا أبناء جلدتنا إذا لم نشجب تلك الأعمال ونتصرف بطريقة مختلفة عنها، إن (الظرفية) تلزمنا أن نبدأ العمل وفق شروطهم وليس وفق شروطنا، وبمعنى آخر فإن الموقف يتطلب منا أن نرتكب عن عمد أنواعاً من أعمال (الخيانة) لأممنا ومجتمعاتنا، علينا أن نتخلى عن الروح الانتصارية وأن نكون أكثر احتراماً وحساسية للمسلمين ولعقيدتهم وطريقة حياتهم، فالتنصير الذي يتسم بأي موقف مغاير إنما يشوه الكتاب المقدس ويسيء إليه).
1- هذه الصرخة قوية وواضحة وصادقة.
2- إنهم يجب أن يعترفوا بمسئوليتهم عن كل تلك الجرائم البشعة التي اقترفوها بحق الإسلام والمسلمين على مدار التاريخ، والتي ما يزالون يقترفونها إلى اليوم دون حياء أو خجل.
3- إن المسلمين يوم قدروا عليهم لم يفعلوا بهم ما فعلوه هم بالمسلمين يوم أن قدروا عليهم.
4- إنهم أصدروا تبرئة لليهود من قتلهم عيسى المسيح، وهذا مخالف لكل حقائق التاريخ، ولكنهم فعلوا ذلك إرضاء للسيطرة اليهودية العالمية، إن الثابت في هذا الأمر هو أن اليهود قد لاحقوا المسيح بغية قتله. ولكن الله رفعه إليه، ولو أنهم قبضوا عليه لقتلوه كما قتلوا يهوذا الإسخريوطي الذي شُبِّه لهم، فإن النية وسبق الإصرار والقيام بالفعل قد تم، على الرغم من اعتقادنا بأنهم لم يقتلوه حقيقة ولكن شُبِّه لهم، فإن الفاتيكان قد أصدر تبرئة لساحة اليهود من هذا الفعل الشنيع فما بال الفاتيكان وما بال النصارى يحجمون عن إصدار قرار يدين كل تلك الجرائم التي اقترفوها واقترفها آباؤهم وأجدادهم من المستعمرين والصليبيين وما يزالون يقترفونها، مرة بمساندة اليهود في فلسطين، ومرة بالتدخل الاستعماري في قضايا لبنان، وفي قضايا النفط، وفي قضايا الاقتصاد إلى آخره من عشرات الجرائم، إن عليهم إن يصدروا قراراً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض مستنكرين تلك الجرائم كلها، بعدها يحق لهم أن يحملوا عقيدة المسيح ليقدموها للبشرية تقديماً بريئاً. ولكن شيئاً من ذلك لن يحدث لأن الاستعمار والصليبية والتنصير والاستشراق كلها مسميات مختلفة لهدف واحد، وأساليب متنوعة لقصد مشترك.
5- يجب أن نلاحظ هنا بعض العبارات المهمة: أن نتوب - إذا لم نخط هذه الخطوة فإنني لا أرى أية جدوى من التقدم إلى الأمام - التنصل من مسئولياتنا - الجرائم البشعة - إننا نشترك في هذه المسئولية عما ارتكبه أسلافنا وحلفاؤنا - نشجب - أن نرتكب عن عمد أنواعاً من أعمال الخيانة - فالتنصير الذي يتسم بأي موقف مغاير إنما يشوه الكتاب المقدس ويسيء إليه.
6- في الفصل الرابع (كيف نحضر من أجل الحوار) من كتاب (إرشادات إلى الكاثوليك في العالم من أجل حوار بين المسلمين والمسيحيين) الصادر عن الفاتيكان (سكرتارية غير المسيحيين) الذي صدرت طبعته الأولى بالإنجليزية عام 1969م ونشرته دار نشر (انكورا بروما) وقام بتعريبه[1] الدكتور صبحي الطويل جاء فيه:
(ويحتاج الأمر مدة طويلة لوضع قائمة بكل سوء التفاهم والتحيزات والمظالم التي أفسدت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في الماضي والتي تجعل هذه العلاقات صعبة حتى يومنا هذا، وتطلب منا وثيقة المجمع (الإعلان الفاتيكاني الثاني) NOSTRA Aetate بالتحديد أن ننسى المشاجرات السابقة والتطلع إلى المستقبل رغم المشاجرات الكثيرة والعداوات التي قامت عبر القرون بين المسيحيين والمسلمين، يحث هذا السنيودس (المجمع) الأقدس الجميع على نسيان الماضي والاجتهاد بإخلاص لبلوغ تفاهم متبادل، وباسم البشرية كلها ليتوحد الهدف من أجل حماية واحتضان العدالة الاجتماعية والقيم الأخلاقية والسلام والحرية) (الوثيقة 3/ 2).
لقد أوردنا النص السابق لندلل على أن الذي صدر عن الفاتيكان ليس هو اعترافاً بالجرائم السابقة التي كيلت للمسلمين، وليس هو تنصلاً منها، بل هو دعوة لنسيان الماضي، هكذا، على علاته وفتح صفحة جديدة، أي هو خياطة الجرح دون تنظيف وتطهير وتعقيم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هو دعوة لنسيان العداوات السابقة، وذلك يعني بأن ثمة اعتداءات تمت من المسلمين ضد النصارى، واعتداءات من النصارى تمت ضد المسلمين، على قدم المساواة، وهذا النص دعوة لنسيان تلك العداوات، وهذا أيضاً اتهام وإجحاف في حد ذاته، إذ إن الاعتداء كان من طرف واحد، هم النصارى، والمعتدى عليهم هم المسلمون، ويأتي هذا السنيودس ليدعو كلا الطرفين إلى نسيان الاعتداءات، دون أن يجرم المجرم، ودن أن يعترف المعتدي بعداوته، ودون أن يلقى جزاءه، حتى دون أن يعتذر، فضلاً عن أن يتحمل كافة التبعات، وعلى المعتدى أن يقبل هذه الدعوة لفتح صفحة جديدة على الرغم من أن آثار اللطم والضرب والكدمات التي ما تزال على ملامحه، يفتح صفحة جديدة، وينطلق في صحبة هذا العاتي المتكبر وجسده مضمخ بالجراح، فأية صحبة هذه! وأية صفحة جديدة هذه! وأي اعتراف هذا! وأية دعوة إلى حوار محترم! إنها لا تعني إلا شيئاً واحداً فقط هو سيادة من طرف واستعباد واستزلام من طرف آخر...
7- إن إقدامهم على اعتراف من هذا النوع، وبشكل عملي لا قولي فقط، سيكون هو المحك الحقيقي لمصداقيتهم، وحتى مجرد القول وإطلاق الاعترافات لا يكفي في هذا الصدد، إذ أننا - نحن المسلمين - نريد منهم مواقف فعلية عملية من مثل تخليهم عن مساندة اليهود، وتوقفهم عن ممارسة الضغوط والتدخل في الشئون الداخلية للعالم الإسلامي.
8- ينبغي أن لا يتصور المنصرون بأن مجرد إعلان هذه التوبة سيكون سبباً لأن يفتح العالم الإسلامي ذارعيه لبعثاتهم التنصيرية لتعمل ما تريد عمله في ديار المسلمين، إنها ستكون فقط سبباً في فتح صفحة جديدة من العلاقات المتبادلة القائمة على الاحترام والثقة، وأما مسألة دخول المسلمين في النصرانية أو دخول النصارى في الإسلام فهذا أمر آخر تحكمه ظروف خاصة من حرية انتشار الدعوة، وصاحب الحق الأقوى هو الذي يثبت في الساحة آخر المطاف.
سابعاً: جاء في التعقيب على محاضرة شارلي. ر. تيبر الآنفة الذكر في الصفحة 216 التعقيبات التالية:
1- (أبدى البعض تقديرهم لإصرار الكاتب على وجوب توبة النصارى عن طبيعة علاقتهم التقليدية بالمسلمين، وعبر بعضهم الآخر عن احترامهم وتقديرهم فقط للاقتراحات المحددة التي قدمها).
2- (إن الشعور بالذنب يمكن أن يكون مبالغاً فيه).
3- (يجب أن لا نخدع أنفسنا ونقع فريسة للشعور بالذنب، فالإسلام ليس خالياً من الذنب).
والتعليق على ذلك يدور حول ما يلي:
1- القول الأول يدل على سعة أفق.
2- القول الثاني يدل على استهانة واستهتار، لأن ما فعلوه من جرائم بحق المسلمين أقوى ألف مرة من مجرد الشعور بالذنب، فكيف بهم وهم يحجمون عن مجرد الاعتراف بالذنب؟
3- القول الثالث يريد أن يحمل الإسلام ذنباً، فأي ذنب يتحمله الإسلام؟ وأي ذنب يتحمله المسلمون؟ وهل الفتوحات التي لم يعرف التاريخ أرحم منها تحمل ذنباً؟
ثامناً: تأكيداً لما سبق فقد ورد في محاضرة عنوانها (مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في الشرق الأوسط) قدمها نورمان. هـ. هورنر، تحدث فيها عن وضع التنصير في مصر وشمال السودان وسوريا والأردن والعراق والجزيرة العربية عدا اليمن الشمالي والجنوبي، وقد أبرز في هذا الموضوع الحالة الضعيفة للتنصير في هذه البلدان، والمهم في هذه المحاضرة هو أن المحاضر قد تبنى أحد التعقيبات وذكره نصاً في ص404 وذلك على النحو التالي:
يقول المحاضر: (هنالك تعقيب واحد سررت به سروراً عظيماً وهو يتعلق بموضوع لم يحظ بمعالجة حقيقية لا في بحثي ولا في البحوث الأخرى، كما لم يبرز بما فيه الكفاية من خلال مداولات المؤتمر، يقول التعقيب: أنا أعتقد ضرورة إصدار بيان في هذا المؤتمر ليقرأه الجميع وهو أننا بصفتنا دعاة للكتاب المقدس نعترف بحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره السياسي، ويجب أن لا يتم هذا لأننا نريد أن نكسبهم ونكسب المتعاطفين معهم إلى النصرانية بل لأنهم قطعاً يستحقون هذا الحق... أرجو أن لا نتجاهل هذا الموضوع لجبن منا خلال هذا المؤتمر الخاص بتنصير المسلمين).
وليس ثمة تعليق على هذا القول سوى مطالبتنا بأن يوضع هذا القول موضع التنفيذ الفعلي حتى نرى مصداقية تخليهم عن مناصرة اليهود، وعن مناصرة الاستعمار، وتخليهم عن الروح التي تحمل بين جنباتها أحقاد التاريخ.
تاسعاً: في محاضرة قدمها شخص اسمه محمد اسكندر وهو مسلم متنصر، وموضوعها (مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في تركيا) في الصفحة 423 من خلال رد الكاتب على التعقيبات التي تلت محاضرته جاء قوله:
(ينظر الأتراك إلى تاريخهم بمثابة إخضاع ناجح للإمبراطورية البيزنطية الفاسدة والعاجزة التي أعقبتها الإمبراطورية العثمانية الرائعة والتي أفل نجمها تدريجياً عبر القرون، وبصورة عامة نتيجة للتدخل الأجنبي، والتي بلغت أوجها بالانتصار الذي أحرزه أتاتورك في دفع اليونان الكريهين نحو البحر.
هنالك رأي يقول بأن تركيا قد بدأت في عصر الجمهورية الحديثة إلا أن جذورها بالطبع من الناحية العاطفية مغروسة بعمق في الإمبراطورية العثمانية، إن الطابع العام والمشترك في كل من الإمبراطورية العثمانية والجمهورية التركية هو أن النصرانية والمؤامرات الخارجية والغزوات كانت دائماً مرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً).
ولنا أن نعلق على ذلك بما يلي:
1- يعترف المحاضر بأن الإمبراطورية البيزنطية كانت مليئة بالفساد عندما وصل إليها المسلمون.
2- يعترف كذلك بأن الإمبراطورية العثمانية التي أخضعت الإمبراطورية البيزنطية إنما كانت إمبراطورية رائعة.
3- ثم يعترف كذلك بأن أفول نجم الإمبراطورية العثمانية الرائعة إنما كان بسبب التدخل الأجنبي بصورة عامة.
4- ملاحظته بأن تركيا الحديثة إنما هي موصولة بأصولها العثمانية وذلك على الرغم من مسيرتها العلمانية من وقت زوال الخلافة العثمانية وسيطرة كمال أتاتورك على مقاليد الحكم إلا أن تلك العلمانية لم تتجاوز القشور الخارجية للدولة التركية الحديثة حيث إن الشعب التركي بعاطفته الدينية بقي مشدوداً وبكل قوة إلى جذوره الإسلامية.
5- الإحساس بأن الشعب التركي يقرن دائماً في ذاكرته وفي مشاعره بين النصرانية من جهة وبين المؤامرات الخارجية والغزوات وأنها كانت مرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً، إن هذا الاعتقاد يعتقده الأتراك سواء في العهد العثماني أم في العهد الجمهوري.
6- إن مهمة التنصير إذن تتمثل في أن يفصلوا في حس التركي بين التنصير ويبن المؤامرات الخارجية والغزوات حتى يستقيم لهم الأمر وحتى يتقبل الأتراك نصرانيتهم.
بادئ ذي بدء فإن هذا الإعلان قد يكون البداية الجيدة لتلك المصالحة بين الطرفين، ثم يمر زمن طويل من المعاملة الحسنة التي يفترض بالمنصرين والغربيين بعامة أن يقوموا بها تجاه المسلمين، تثبت هذه الفترة الطويلة حسن نوايا الغربيين، وتثبت احترامهم لمشاعر المسلمين وحساسيتهم، إن عليهم خلال هذه الفترة أن يمارسوا ضبطاً للنفس إلى أقصى درجات الضبط دون أن تبدو منهم بادرة غضب أو انـزعاج أو انفعال.
إن هذه الفترة الطويلة لابد منها حتى ينسى العالم الإسلامي تلك الإساءات وتلك الجراحات وتلك الجرائم، وبعد هذه الفترة الطويلة، وبعد أن تتغير نظرة المسلمين إلى الغربيين عندها يصبح للمنصرين الحق في أن يتقدموا إلى المسلمين بدعوتهم إلى مبادئ دينهم، وعندها سيكون تقديم النصرانية إلى الناس مثلها مثل أي دين يقدم إلى الإنسانية، مثلما تقدم للبشر مبادئ الأديان والأحزاب والأفكار والمذاهب، والناس سيختارون ما يريدون، وصاحب الحق الأقوى هو الذي سيصل إلى قلوب الناس، وهو الذي سيمتلك عليهم مشاعرهم وأحاسيسهم، وعندها سيقدم الإسلام كما تقدم النصرانية إلى الناس، وللناس أن يختاروا بحرية فكرية مطلقة، وعندها سنرى من الذي سيتقدم على الآخر، هل سينصر المنصرون المسلمين أم سيدخلُ المسلمون النصارى في الإسلام؟.
عاشراً: في محاضرة ألقاها ديفيد كاشن عنوانها: (مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في إيران) جاء في الصفحة 434 ما يلي:
(إن الكنيسة في إيران صغيرة وتعيش في حالة صراع من أجل البقاء، لكن ربما يهيئ الانفتاح الجديد في أوساط المسلمين فتح باب هام نحو العمل الكنسي والتوسع فيه).
الملاحظة الأولى: على هذا القول هي أن هذا الكلام قد قيل في عام 1978م، وذلك إبان حكم الشاه محمد رضا بهلوي لإيران، وبالتحديد إبان الغليان الشعبي الذي اجتاح إيران تمهيداً لعودة الخميني إليها، فقد كان ثمة توقع أشياء جديدة ستحدث في إيران، لذا فإنهم كانوا متفائلين برياح التغيير هذه معتقدين بأن أي تغيير سيكون خيراً على التنصير هناك، وقد حدثت تغييرات كثيرة بعد ذلك، وتجددت أمور تجعل هذا البحث تاريخياً إلى حد كبير ويحتاج إلى إعادة نظر وتجديد لمعرفة وضع التنصير تحت الحكم الشيعي الخميني.
والملاحظة الثانية: تتمثل في شكواهم من حالة الكنيسة في إيران أيام الشاه وأنها في حالة صراع من أجل البقاء، إنها حالة بئيسة وتعيسة، وهم يتمنون هذا التغيير الذي حصل على أمل انتعاش الكنيسة هناك.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما مدى مساهمتهم في الإطاحة بالشاه وذلك من خلال نفوذهم الدولي، ومن خلال تحريض مراكز القوى العالمية؟
وهناك سؤال آخر: إنهم كما مر سابقاً من هذا البحث يعتقدون بأنه في حالة استقرار مجتمع ما، وفي حالة استعصاء هذا المجتمع على التنصير من الضروري عند ذلك إحداث حالة عدم توازن في هذا المجتمع، ومن خلال حالة عدم التوازن هذه يتسلل المنصرون إلى هذا المجتمع حاملين لأفراده الدواء والعلاج والمواقف الإنسانية من جانب والدعوة إلى التنصير من الجانب الآخر، فما دورهم في إحداث حالة عدم التوازن الحالية في إيران؟
والسؤال الثالث الذي يطرح نفسه أيضاً هو: ما دورهم في استمرار الحرب العراقية الإيرانية؟، وما دورهم في التأثير في مراكز القوى العالمية في استمرار هذه الحرب؟ ذلك لأن سقوط الشاه، وعودة الخميني، كل ذلك لم يكن كافياً لإحداث حالة عدم التوازن اللازمة والكافية لإشعال فتيل التنصير، لكن استمرار الحرب، واستمرار المآسي والجراح... كل ذلك سيعطيهم الفرصة الكاملة لبسط نفوذهم من خلال المواقف الإنسانية التي يتخذونها سبيلاً للهيمنة والسيادة.
نجلة قستي
-الانبياء عليهم السلام-
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد.
فقد جاء في الحديث النبوي الشريف الذي رواه عمر ابن الخطاب من حديث جبريل عليه السلام مع نبينا محمد عندما سأله قائلاً: { فأخبرني عن الإيمان؟ }، فقال : { أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره } فقال جبريل: { صدقت } [صحيح مسلم].
من هذا الحديث يتبين لنا أن من أركان الإيمان الذي لا يكتمل إيمان المرء إلا بها: الإيمان بالرسل، ولم يقل بالرسول فقط.
فما هو الإيمان بالرسل جميعاً؟ وكيف يكون؟ ومن هم الرسل؟ وما هي خصائصهم؟ وما هو هدفهم؟ وما الفرق بين الأنبياء والرسل؟ ومن الأفضل منزلة؟
إلى غير ذلك من الأسئلة المهمة التي سوف نوضح أجوبتها إن شاء الله تعالى في هذه الرسالة باختصار مع نبذة عن الأنبياء والرسل الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم. ومما ينبغي علينا معرفته أن الكثير منهم لم يذكر اسمه في القرآن، وقد جاءت الأخبار والآثار من علماء السنة بذكر بعضهم، وأن أكثرهم لم يذكر اسمه على الإطلاق، قال تعالى: وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ [النساء:164].
وهدف الأنبياء والرسل جميعاً واحد وهو توحيد الله بعبادته، وبنسخ بعضهم شرائع بعض، فهذا عيسى عليه السلام ينسخ بعضاً من شريعة موسى عليه السلام وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ [آل عمران:50]. حتى جاء خاتمهم وهو نبي الأمة محمد ، وارتضى الله لنا شريعته الخاتمة التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف، قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران:19] وقال أيضاً: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]، وقال : { والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار } [صحيح مسلم].
ويجب علينا أن نؤمن بهم جميعاً ونحبهم جميعاً، كما قال تعالى: وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ [البقرة:285]، وكذلك قول النبي : { الأنبياء أخوة.. ودينهم واحد } [صحيح البخاري]. ولكنهم يتفاضلون تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [البقرة:253] وأفضلهم خاتمهم محمد .
الأنبياء: جمع (نبي) بمعنى ( منبأ) بخبر ما وهو الوحي والشرع، وتقرأ أيضاً ( نبيء).
الرسل: جمع ( رسول) بمعنى ( مرسل) أي ( مبعوث) بإبلاغ شيء وهي البعثة بالرسالة.
وكلا الصنفين بشراً أوحيَ إليهم بشرع، فالأنبياء أوحى إليهم بشريعة لرسل قبلهم لتجديدها وتثبيتها، ولم يؤمروا بتبليغ رسالة خاصة بهم، وإنما الرسل أمروا بالتبليغ وبعثوا برسالة إلى أقوامهم خاصة بخلاف رسول الله محمد الذي بعث برسالة وأمر بتبليغها للناس كافة، بل للثقلين الجن والإنس جميعاً، بدليل قوله : { كان النبي يُبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة } [صحيح البخاري].
فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول.
وأول الأنبياء آدم عليه السلام، وأول الرسل نوح عليه السلام. ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك من حديث الشفاعة أن النبي ذكر أن الناس يأتون إلى آدم ليشفع لهم فيعتذر اليهم ويقول: { ائتوا نوحاً أول رسول بعثه الله } وذكر تمام الحديث.
ولم تخل لأمة من رسول يبعثه الله تعالى بشريعة مستقلة إلى قومه، أو نبي يوحى إليه بشريعة من قبله ليجدرها ويبثها، قال تعالى: وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ [فاطر:24].
والأنبياء والرسل صلى الله وسلم عليهم جميعاً هم بشر مخلوقون ليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، فلا يملكون لنا أو لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، قال تعالى: قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأعراف:188].
وتلحقهم خصائص البشرية من المرض، والموت، والحاجة إلى الطعام والشراب، وغير ذلك. قال الله تعالى عن ابراهيم عليه السلام في وصفه لربه تعالى: وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ [الشعراء:79-81].
وقال رسولنا محمد : { إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني } [صحيح البخاري].
وقد وصفهم الله سبحانه بالعبودية له في أعلى مقاماتهم، وفي سياق الثناء عليهم، فقال الله تعالى في محمد : تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان:1].
ومن خصائص الأنبياء والرسل:
أن لكل نبي دعوة مستجابة، قال : { لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها وأريد أن أخبئ دعوتي شفاعةً لأمتي في الآخرة } [رواه البخاري].
هم أشد الناس بلاء، سئل النبي : أي الناس أشد بلاء؟ قال: { الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل } [رواه الترمذي].
صبرهم الشديد على ذلك البلاء.
رؤياهم حق، قال تعالى: إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ [الصافات:102].
يوفون بالوعد والعهد، ولا يغدرون.
لا يورّثون، قال صلى الله عليه وسلم: { لا نورّث ما تركناه فهو صدقة } [صحيح البخاري].
لا تأكل الأرض أجسادهم، قال : { إن الله عز وجل قد حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء } [رواه النسائي].
والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن رسالاتهم حق من الله تعالى، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع، كما قال تعالى: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ [الشعراء:105]ٍ، فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل، مع أنه لم يكن غير نوح عليه السلام حتى كذبوه.
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه، وأما من لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالاً.
الثالث: تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.
الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو خاتمهم محمد : فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً [النساء:65].
وللإيمان بالرسل ثمرات جليلة، منها:
الأولى: العلم برحمة الله تعلى وعنايته بعباده حيث أرسل اليهم الرسل ليهدوهم إلى صراط الله تعالى، وبينوا لهم كيف يعبدون الله.
الثانية: شكر الله على هذه النعمة الكبرى.
الثالثة: محبة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم، والثناء عليهم بما يليق بهم. الرابعة: أخذ العبرة، قال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ [يوسف:111].
والأنبياء والرسل الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم هم:
1- آدم عليه السلام: أبو البشر وأول الأنبياء، وقد كرمه الله تعالى وخلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ [الإسراء:61].
2- إدريس عليه السلام: أول من أعطي النبوة بعد آدم عليه السلام، وأول من خط بالقلم، وفي حديث الإسراء أن رسول الله مر به في السماء الرابعة وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً [مريم:57،56].
3- نوح عليه السلام: أول رسول بعث إلى الأرض، وهو من أولي العزم من الرسل، أرسل إلى قومه ليدعوهم إلى دين الله وحده فأبوا، وظل يدعو قومه ( 950 عاماً ) فأمره الله أن يصنع سفينة وفيها أنجاه الله ومن معه، وأغرق قومه بالطوفان إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [نوح:1].
4- هود عليه السلام: أرسله الله إلى قوم عاد باليمن، فكذبوه، فأرسل الله عليهم الريح العقيم أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ [الفجر:6-8]. وإلى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ [هود:50].
5- صالح عليه السلام: أرسله الله إلى ثمود الذين يسكنون الحجاز وتبوك فكذبوه واستكبروا أن يؤمنوا بما جاءهم به، فأرسل الله تعالى إليهم ناقة لتكون لهم آية على ألا يمسوها بسوء، فذبحوها، فأخذتهم الصاعقة وأهلكو أجمعين كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الشعراء:131-143].
6- إبراهيم عليه السلام: هو خليل الله أبو الأنبياء ومن أولي العزم من الرسل دعا قومه ( أهل العراق ) إلى عبادة الله وحده، فلم يستجيبوا له، فكسّر أصنامهم فألقوه في النار فأنجاه الله منها وجعلها عليه برداً وسلاماً، أمره الله ببناء الكعبة المشرفة هو وابنه اسماعيل وأن يؤذن في الناس بالحج وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ [البقرة:126].
7- إسماعيل عليه السلام: هو ابن ابراهيم عليه السلام وجد نبيّنا ورسولنا محمد . ومن أوائل من سكن مكة وكان رسولاً نبياً، فجّرت زمزم بسببه، بنى مع أبيه الكعبة المشرّفة. أمر الله أباه بذبحه ثم افتداه بكبش عظيم وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً [مريم:54].
8- إسحاق عليه السلام: هو ابن إبراهيم عليه السلام من زوجته سارة، ولدته أمه بعد أن بلغت من الكبر عتيّاً، أعطي النبوة، ومن نسله جاء بنو إسرائيل وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ [الصافات:112].
9- يعقوب عليه السلام: هو ابن اسحاق ابن ابراهيم عليهما السلام. وصى أبناءه عند موته، وهو من أنبياء بني إسرائيل وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [البقرة:132].
10- يوسف عليه السلام: هو ابن يعقوب عليه السلام. ألقاه اخوته في البئر فأنجاه الله تعالى. هو الكريم ابن الأكارم. كان جميلاً، عصمه ربه عن الفاحشة وحماه من مكر امراة العزيز. أرسله الله تعالى وآتاه نعمة تفسير الرؤيا ومكن له في الأرض يحكم ويصلح وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ [يوسف:21].
11- لوط عليه السلام: بعثه الله إلى قوم أشرار ابتدعوا فاحشة إتيان الذكور من الدبر وجاهراو بها. فنهاهم الله عنها قتمادوا في ضلالهم فجعلهم الله عبرة لغيرهم. وبلادهم معروفة الآن قرب البحر الميت وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ [الأعراف:80].
12- شعيب عليه السلام: هو نبي الله إلى أهل مدين ( أصحاب الأيكة ) وهم من أسوأ الناس في العقيدة والمعاملة. وقيل عن شعيب: خطيب الأنبياء. نهاهم عن الشرك وتطفيف الكيل والميزان فأبوا، فجاءهم عذاب يوم الظلة وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ [هود: 84].
13- أيوب عليه السلام: النبي الصابر المحتسب، الحامد الشاكر الذي يُضرب المثل بصبره؛ بعد امتحان الله له في ماله وأهله وبدنه وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء:83].
14- ذا الكفل عليه السلام: وهو من أنبياء بني إسرائيل وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ [ص:48].
15- إلياس عليه السلام: أرسله الله تعالى إلى قومه ببعلبك ونواحيها غربي دمشق وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ [الصافات:123].
16- اليسع عليه السلام: بعثه الله إلى أهل بعلبك خلفاً لإلياس وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [الأنعام:86].
17- يونس ـ ذا النون ـ عليه السلام: ابتلاه الله بأن التقمه الحوت وبقي في جوفه يسبّح الله تعالى ويستغفره حتى غفر له. أرسله الله إلى قومه فكذبوه، فتوعدهم بنزول عذاب الله عليهم، فلما تحققوا بنزول العذاب آمنوا وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [الصافات:139].
18- موسى عليه السلام: كليم الله، صاحب معجزة العصى، وهو من أولي العزم من الرسل، أرسله الله إلى بني إسرائل. ألقته أمه في اليم وهو طفل صغير كي لا يقتله فرعون. كلمه الله بالواد المقدس وبلغه رسالته وهي التوراة إلى فرعون الذي استعبد بني إسرائيل، حتى قال للناس أنا ربكم الأعلى، فأغرقه الله. استهوى قومه صنع العجل من حليهم ليعبدوه من دون الله. فعاقبهم الله بالتيه في الأرض ( 40 سنة ) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [غافر:23].
19- هارون عليه السلام: هو أخو موسى عليه السلام، آتاه الله النبوة، استخلفه موسى على قومه ( 40 ليلة ) وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً [مريم:53].
20- داود عليه السلام: بعثه الله تعالى بالرسالة إلى بني إسرائيل، صاحب الصوت الحسن، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً. وكان يعمل ويأكل من كسب يده، وألان الله له الحديد. آتاه الله الزبور وعلمه الحكمة وسخر معه الجبال يسبحن وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً [الإسراء:55].
21- سليمان عليه السلام: هو ابن داود عليه السلام، آتاه الله الرسالة والحكمة، وعلمه منطق الطير. وسخر له الرياح، وسخر له الجن تعمل بين يديه بإذن الله تعالى وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل:17].
22- زكريا عليه السلام: رزقه الله تعالى يحيى رغم كبر سنه وامرأته عاقر، آتاه الله النبوة وأكفله مريم عليها السلام، وكان نجاراً يعمل بيده. طلب من الله آية فقال الله تعالى: آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً [مريم:20] ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً [مريم:2].
23- يحيى عليه السلام: هو ابن زكريا عليه السلام، ولدته أمه بعد أن كانت عاقراً وأبوه شيخاً كبيراً. سلم الله عليه يوم ولد ويوم مات، ويسلم عليه يوم يبعث حياً. وقد ذبحه قومه ( بنو إسرائيل ): أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ [آل عمران:39].
24- عيسى عليه السلام: هو ابن مريم عليها السلام، وهو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ورح منه، وهو من أولي العزم من الرسل. آتاه الله الإنجيل، ولم يُقتل ولم يُصلب كما زعمت اليهود ولكن رفعه الله إليه. ومن معجزاته أن يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ... بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء:157، 158].
25- محمد : وهو خاتم الأنبياء والمرسلين. أرسله الله تعالى بين يدي الساعة إلى الثقلين الأنس والجن بشيراً ونذيراً. آتاه الله القرآن الكريم المعجزة الخالدة إلى يوم القيامة. وهو النبي الأميّ، وقد أعطي حوض الكوثر في الجنة، أمّته آخر الأمم في الدنيا وأولهم حشراً يوم القيامة. وهو أول من ينشق عنه القبر للبعث. وهو صاحب الشفاعة العظمى يوم القيامة.
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ورزقنا شفاعته، آمين.
مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40].
نجلة قستي
النشيد الوطني السعودي
النشيد الوطني السعودي الحالي (سارعي) هو من كلمات الشاعر السعودي إبراهيم خفاجي. وقد اتخذ نشيدًا رسميًا للمملكة العربية السعودية عام 1984 م. وضع اللحن الموسيقار السعودي طارق عبد الحكيم 1947م على آلة البوق ثم قام الموسيقار سراج عمر بتوزيع النشيد بالآلات النحاسية العسكرية.
نشأة النشيد الوطني السعودي: لم يكن هناك نشيد وطني متعارف عليه في المملكة سابقا ولكنه ولد على يد الأمير منصور بن عبد العزيز آل سعود (وزير الدفاع السعودي آنذاك) في عام 1947. عندما كلف به الملحن طارق عبد الحكيم الذي ساهم في تأليف مارشات عسكرية و تطوير وتوزيع النشيد الوطني الذي وضع ألحانه المصري عبدالرحمن الخطيب . ، وطارق عبد الحكيم هو قائد فرقة موسيقية استقدمت خصيصا لوضع سلام ملكي للسعودية لعزفه في زيارة للملك عبد العزيز لمصر منتصف الأربعينات، هو أول سلام ملكي قامت بتأليفه فرقة موسيقية عسكرية بدون كلمات يتم ترديدها مع السلام، ليعزف في المناسبات الرسمية حسب البروتوكولات المتعارف عليها دولياً.
غير أن مصادر تاريخية أخرى،[ما هي؟] تشير إلى أن الشاعر السعودي محمد طلعت قام بتأليف نشيد وطني عام 1958 في زيارة للملك سعود إلى مدينة الطائف، ليظل النشيد يُردد حتى منتصف الثمانينات ولكن بدون أن يصبح إلزاميا في المدارس الحكومية.
salma al musaddi
History.
|
t.Sherifa.
#hager.
قصة سيدنا:(لوط)عليه السﻻم.
لوط عليه السلام ، نبي من أنبياء الله تعالى ، و هو ابن هاران ، أي ابن أخي ابراهيم عليه السلام ، و قد آمن لوط بسيدنا إبراهيم و اهتدى به
نزل لوط ليسكن في مكان بالأردن يدعى بسدوم ، و محله البحر الميت أو بحيرة لوط حالياً ، و كان في سدوم قوم أخلاقهم فاسدة ، لا يتناهون عن منكر و لا يتعففون عن معصية ، كانت من أكبر معاصيهم أن رجالهم كانوا يأتون الذكران شهوة من دون النساء ، و كان ذلك بشكل علني دون أي حياء أو إسرار
قام لوط بنصحم و وعظهم و نهيهم ، و قد خوفهم من بأس الله و سخطه ، إلا أنهم أبوا ذلك و لم يرتدعوا ، ألح عليهم لوط بالإنذارات و العظات و هددهم بالطرد من بلدهم و الرجم
و ذات مرة أراد قوم لوط برسولهم سوءاً و ذلك عن طريق مهاجمته في بيته، إلا أن الله قد بعث ملائكة بهيئة غلمان حسان ، فأعمى الله أبصار القوم و لم يتمكنوا من اقتحام بيت لوط
أخرج الملائكة لوطاً و أهله ، و امروهم بأن لا يلتفت منهم احد ، و نجاهم الله من العذاب و السخط إلا إمراته ، فقد كانت زوجة لوط كافرة و لم تؤمن بدعوة زوجها
عذاب قوم لوط
أمطر الله على قوم لوط لتعذيبهم حجارة كحمم البراكين من سجيل ، قلبت هذه الحجارة ديار القوم و جعلت عاليها سافلها ، و كان ذلك في منطقة البحر الميت الذي يطلق عليه البعض بحر لوط
و قد جاء وصف قصة لوط و قومه في الآيات التالية من سورة الأعراف
ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفحشة ما سبقكم بها من أحد من العلمين ( 80 ) إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ( 81 ) وما كان جواب قومه الا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ( 82 ) فأنجينه وأهله الا امرأته كانت من الغبرين ( 83 ) وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عقبة المجرمين ( 84 )
اجتماعيات
مهام الرسل
1- الدعوة الى الايمان بالله
2- الدعوة الى الايمان باليوم الاخر
3- التعليم
مزايا دعوة الرسل
1- دعوة ربانية
2- خالصة لله تعالى
3- واضحة الهدف والغاية و بعيدة عن التكلف
4- حاضة على الزهد في الدنيا والترغيب في الاخرة
razan madi
مهام الرسل
1- الدعوة الى الايمان بالله
2- الدعوة الى الايمان باليوم الاخر
3- التعليم
مزايا دعوة الرسل
1- دعوة ربانية
2- خالصة لله تعالى
3- واضحة الهدف والغاية و بعيدة عن التكلف
4- حاضة على الزهد في الدنيا والترغيب في الاخرة
razan madi
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الشخصيه
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا لما سئلت عائشه عن خلق النبي قالت كان خلقه القران فقد كان ملتزما بما أمر به القران مبتعدا عما نهى عنه وبذالك أتم الرسول مكارم الأخلاق وصالحها بأخلاق عظيمة وكان إتمامها من مهمات بعثته
SALMA MUSADDI
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا لما سئلت عائشه عن خلق النبي قالت كان خلقه القران فقد كان ملتزما بما أمر به القران مبتعدا عما نهى عنه وبذالك أتم الرسول مكارم الأخلاق وصالحها بأخلاق عظيمة وكان إتمامها من مهمات بعثته
SALMA MUSADDI
وصف النبي صلى الله عليه وسلم
1- كان حسن الجسم مربوعا والمقصود بالمربوع هو متوسط القامة ليس بالطويل ولا بالقصير
2- كان ابيض مشربا بالحمرة ليس بشديد البياض ولا اسمر شديد السمراء
3- كان عظيم الساعدين بعيد ما بين المنكبين
4- كان شعره شديد السواد قليل الشيب رجلا نعني برجل الشعر شعره ليس جعدا ولا مسترسلا
5- كان مفلج الاسنان كثير شعر اللحية سواء البطن و الصدر
6- كان واسع الجبين سهل الخدين ازج الحاجبين غير مقترنهما ونعني بالزج التقوس مع الطول في الاطراف والامتداد
7- كان ادعج العينين شدة سواد الحدقة واحور شدة البياض والسواد واكحل اسود الجفن من غير كحل
razan madi
1- كان حسن الجسم مربوعا والمقصود بالمربوع هو متوسط القامة ليس بالطويل ولا بالقصير
2- كان ابيض مشربا بالحمرة ليس بشديد البياض ولا اسمر شديد السمراء
3- كان عظيم الساعدين بعيد ما بين المنكبين
4- كان شعره شديد السواد قليل الشيب رجلا نعني برجل الشعر شعره ليس جعدا ولا مسترسلا
5- كان مفلج الاسنان كثير شعر اللحية سواء البطن و الصدر
6- كان واسع الجبين سهل الخدين ازج الحاجبين غير مقترنهما ونعني بالزج التقوس مع الطول في الاطراف والامتداد
7- كان ادعج العينين شدة سواد الحدقة واحور شدة البياض والسواد واكحل اسود الجفن من غير كحل
razan madi
معجزات النبي عليه الصلاة والسلام
1- القران الكريم
2- انشقاق القمر فرقين
3- كسر ساق عبد الله بن عتيك رضي الله عنه
4- رمد عين علي رضي الله عنه
5- تكثير الماء و الطعام
6- انقياد الشجر
7- حنين الجذع
8- الاخبار بالكائنات المستقبلية في حياته وبعده
razan madi
1- القران الكريم
2- انشقاق القمر فرقين
3- كسر ساق عبد الله بن عتيك رضي الله عنه
4- رمد عين علي رضي الله عنه
5- تكثير الماء و الطعام
6- انقياد الشجر
7- حنين الجذع
8- الاخبار بالكائنات المستقبلية في حياته وبعده
razan madi
صفات النبي عليه الصلاة والسلام القيادية
1- بعد النظر
2- حسن التصرف
3- الاستشارة
4- الشجاعة
razan madi
1- بعد النظر
2- حسن التصرف
3- الاستشارة
4- الشجاعة
razan madi
معجزات عيسى عليه السلام فقد ارسل عيسى عليه السلام في قوم يفاخرون بمهاراتهم بالطب بحسب مستوى زمانهم فأجى الله على يديه معجزات باهرات تشاكل نوع مهارة قومه بحسب الصورة ولكن بمستوى لا يستطتيع الطب بالغا ما بلغ ان يصل اليها فمن هذه المعجزات
1- نفخ الروح في الطير فينفخ فيه يكون طيرا باذن الله هذه معجزة فوق طاقة البشر
2- انه يمسح الاكمة والاكمة هو الذي ولد اعمى ما رأى النور في حياته فيبرئه باذن الله
3- انه يمسح على الابرص فيشفيه باذن الله والبرص من اعقد الامراض التي تستعصي على الطب
4- انه يحيي الموتى باذن الله بعضهم قال بالنداء وبعضهم قال بالنفث
5- انه ينبئ الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم وهذا نوع من الاطلاع على الاشياء المحجوبة والبعيدة ونفوذ العلم بها الى ما وراء الحجب مستحيل
6- انه كف الله بني اسرائيل عنه حيثما ارادوا قتله والقي شبهه على مادل على مكانه ثم رفعه اليه
(وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) سورة النساء الاية 157
razan madi
1- نفخ الروح في الطير فينفخ فيه يكون طيرا باذن الله هذه معجزة فوق طاقة البشر
2- انه يمسح الاكمة والاكمة هو الذي ولد اعمى ما رأى النور في حياته فيبرئه باذن الله
3- انه يمسح على الابرص فيشفيه باذن الله والبرص من اعقد الامراض التي تستعصي على الطب
4- انه يحيي الموتى باذن الله بعضهم قال بالنداء وبعضهم قال بالنفث
5- انه ينبئ الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم وهذا نوع من الاطلاع على الاشياء المحجوبة والبعيدة ونفوذ العلم بها الى ما وراء الحجب مستحيل
6- انه كف الله بني اسرائيل عنه حيثما ارادوا قتله والقي شبهه على مادل على مكانه ثم رفعه اليه
(وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) سورة النساء الاية 157
razan madi
عقاب قوم لوط
أمر الملائكة لوطا عليه السلام أن يخرج من بيته ليلا مصطحبا اهله ومن امن به فاذا خرجوا فلا يلتفت منهم احدد الى الخلف لئلا يرى هول العذاب الذي سيحل بالقرية صباحا فيصاب منه بشر ماعدا امرأته فانها سوف تلفت وسيصيبها ما أصابهم انه عذاب من نوع غريب يكفي لوقوعه بالانسان مجرد النظر اليه وحين جاء الصباح وحل موعد الهلاك أمر الله جبريل عليه السلام فاقتلع بلدتهم بطرف جناحه ثم رفعها الى عنان السماء ثم هوى بها الى الارض حتى غارت وانفجر الماء من الارض فظهرت مكان البلدة الظالم اهلها بحيرة ماؤها شديد الملوحة ويعتقد ان مكانها الان هو البحر الميت لقد هلك القوم عن بكرة ابيهم ولم يبق منهم احد وطويت صفحتهم عن الاخرة
razan madi
أمر الملائكة لوطا عليه السلام أن يخرج من بيته ليلا مصطحبا اهله ومن امن به فاذا خرجوا فلا يلتفت منهم احدد الى الخلف لئلا يرى هول العذاب الذي سيحل بالقرية صباحا فيصاب منه بشر ماعدا امرأته فانها سوف تلفت وسيصيبها ما أصابهم انه عذاب من نوع غريب يكفي لوقوعه بالانسان مجرد النظر اليه وحين جاء الصباح وحل موعد الهلاك أمر الله جبريل عليه السلام فاقتلع بلدتهم بطرف جناحه ثم رفعها الى عنان السماء ثم هوى بها الى الارض حتى غارت وانفجر الماء من الارض فظهرت مكان البلدة الظالم اهلها بحيرة ماؤها شديد الملوحة ويعتقد ان مكانها الان هو البحر الميت لقد هلك القوم عن بكرة ابيهم ولم يبق منهم احد وطويت صفحتهم عن الاخرة
razan madi
نوح نبي ورسول ورد ذكره في الكتب المقدسة لاتباع الديانات الابراهيمية بالاضافة الى ورود ذكر شخصية مشابهة له في اساطير بلاد الرافدين دعا قومه 950 سنة الاعتقاد السائد حسب الديانات السماوية هو ان نوح كان شخصية تاريخية حقيقية وكان الحفيد التاسع او العاشر لادم وانه كان الاب الثاني للبشرية بعد نجاته ومن معه من الطوفان العظيم الذي اباد البشرية جميعا باستثناء الذين نجوا من الطوفان لاستعمالهم سفينة عملاقة اشتهرت باسم سفينة نوح استنادا على الموسوعة الكاثوليكية فان والد نوح لاميخ اطلق هذا الاسم لقناعته بأن نوح سوف يخلص البشرية من العقوبة التي انزلها الخالق الاعظم على ادم ويوصل الانسانية الى حالة من الطمأنينة والاستراحة وهناك ايضا قصص مشابهة في الاساطير اليونانية القديمة تتحدث عن شخص يدعى ديوكاليون قام بانقاذ ذريته وهناك اساطير من ايرلندا عن ملكة ابحرت في سفينة مع مجموعه لمدة 7 سنوات ليتجنبوا الغرق نتيجة الطوفان الذي عم ايرلندا
razan madi
razan madi
طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم
عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ اذا مشى تكفأ وما مست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا ولا عنبرا أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ثم خرج الى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي احدهم واحدا واحدا وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردا وريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار
عن أنس رض الله عنه قال :دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي نام القليولة عندنا فعرق فجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النب يصلى الله عليه وسلم فقال يا أم سليم ماهذا الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله طيبنا وهو أطيب الطيب
razan madi
عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ اذا مشى تكفأ وما مست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا ولا عنبرا أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ثم خرج الى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي احدهم واحدا واحدا وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردا وريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار
عن أنس رض الله عنه قال :دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي نام القليولة عندنا فعرق فجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النب يصلى الله عليه وسلم فقال يا أم سليم ماهذا الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله طيبنا وهو أطيب الطيب
razan madi
احداث الحرب العالمية الأولى
أعلنت النمسا بعد اغتيال ولي عهدها الحرب على صربيا فأعلنت روسيا الحرب على النمسا فدخلت ألمانيا الحرب ضد روسيا وصربيا بينما أعلنت فرنسها حربها على ألمانيا والمنسا ثم توالت باقي الدول في دخولها الحرب حتى بلغ عددها 33 دولة مما أضفى على الحرب صفة العالمية وانتهت الحرب أخر العام أعلن رسميا عن انتهاء الحرب العالمية الأولى بعد توقيع استلام ألمانيا
razan madi
أعلنت النمسا بعد اغتيال ولي عهدها الحرب على صربيا فأعلنت روسيا الحرب على النمسا فدخلت ألمانيا الحرب ضد روسيا وصربيا بينما أعلنت فرنسها حربها على ألمانيا والمنسا ثم توالت باقي الدول في دخولها الحرب حتى بلغ عددها 33 دولة مما أضفى على الحرب صفة العالمية وانتهت الحرب أخر العام أعلن رسميا عن انتهاء الحرب العالمية الأولى بعد توقيع استلام ألمانيا
razan madi
أسباب الحرب العالمية الثانية
يعتبر السلام الناتج عن مقررات مؤتمر باريس للسلام لسنة 1919 اهانة كبرى بالنسبة لألمانيا لأن معاهدة فرساي مزقت وحدتها الاقليمية والبشرية والاقتصادية وسلبت منها جميع مستعمراتها مذلك أدى هذا المؤتمر الى خيبة امل كبرى بالنسبة لايطاليا لأنه تجاهل طمو حاتها وتوسعها الاستعماري وقد ترتب على السلام المنقوص بروز عدة مناطق توتر بسبب تأجج الشعور القومي وخاصة بمنطقتي السوديت وممر الدانزيج البولندي ولذلك يعتبر السلام المنقوص لسنة 1919 وما خلفه من ضغائن و أحقاد من الأسباب العميقة للحرب العالمية الثانية
razan madi
يعتبر السلام الناتج عن مقررات مؤتمر باريس للسلام لسنة 1919 اهانة كبرى بالنسبة لألمانيا لأن معاهدة فرساي مزقت وحدتها الاقليمية والبشرية والاقتصادية وسلبت منها جميع مستعمراتها مذلك أدى هذا المؤتمر الى خيبة امل كبرى بالنسبة لايطاليا لأنه تجاهل طمو حاتها وتوسعها الاستعماري وقد ترتب على السلام المنقوص بروز عدة مناطق توتر بسبب تأجج الشعور القومي وخاصة بمنطقتي السوديت وممر الدانزيج البولندي ولذلك يعتبر السلام المنقوص لسنة 1919 وما خلفه من ضغائن و أحقاد من الأسباب العميقة للحرب العالمية الثانية
razan madi
دوافع الاستعمار للبلاد الاسلامية لا تخرج دوافع الاستعمار للبلاد الاسلامية عن التالي
1- تنفيذ مخطط صليبي قديم وبعيد المدى يهدف الى السيطرة على العالم الاسلامي والى القضاء على الوجود الاسلامي او اضعافه والى صد المسلمين عن دينهم وعقيدتهم ولهذا يسعى الاستعمار الى التام على الاسلام واجتثاثه من جذوره في قلوب المسلمين
2- الانتقام والتشفي من الدولة العثمانية المسلمة والتي وفقت في وجه الاطماع والأحقاد الصليبية وجاهدت في عمق اروبا حتى طرقت جيوشها أبواب مدينة فينا كما دك العثمانيون أكبر معاقل النصرانية في الشرق عندما فتحوا القسطنطينية
3- دوافع عسكرية استراتجية وتجسسية وذلك باحتلال المواع الحساسة على المضائق والموانئ البرية الكبيرة والجزر المهمة ومراكز التموين والمراقبة في الطرق التجارية مما يساعد على احكام قبضة الدولة المستعمرة على هذه المناطق وكان ذلك ميدانا للتنافس الاستعماري بين الدول الأوروبية
razan madi
1- تنفيذ مخطط صليبي قديم وبعيد المدى يهدف الى السيطرة على العالم الاسلامي والى القضاء على الوجود الاسلامي او اضعافه والى صد المسلمين عن دينهم وعقيدتهم ولهذا يسعى الاستعمار الى التام على الاسلام واجتثاثه من جذوره في قلوب المسلمين
2- الانتقام والتشفي من الدولة العثمانية المسلمة والتي وفقت في وجه الاطماع والأحقاد الصليبية وجاهدت في عمق اروبا حتى طرقت جيوشها أبواب مدينة فينا كما دك العثمانيون أكبر معاقل النصرانية في الشرق عندما فتحوا القسطنطينية
3- دوافع عسكرية استراتجية وتجسسية وذلك باحتلال المواع الحساسة على المضائق والموانئ البرية الكبيرة والجزر المهمة ومراكز التموين والمراقبة في الطرق التجارية مما يساعد على احكام قبضة الدولة المستعمرة على هذه المناطق وكان ذلك ميدانا للتنافس الاستعماري بين الدول الأوروبية
razan madi
رابطة العالم الاسلامي منظمة اسلامية شعبية عالمية جامعه مقرها مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية تقوم بالدعوة الى الاسلام
نشأتها
أنشئت بموجب قرار صدر عن مؤتمر العالم الاسلمي الذي عقد بمكة المكرمة في 14 ذو الحجة 1381 ه الموافق 18 مايو 1962 م وتستخدم في سبيل تحقيق أهدافها الوسائل التي لاتتعارض مع أحكام الشريعة الاسلامية وتمثل الرابطة في كل من
1- هيئة الأمم المتحدة بصفة عضو مراقب بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بين المنظمات الدولية غير الحكومية ذات الوضع الاستشاري
2- منظمة المؤتمر الاسلامي بصفة مراقب تحضر مؤتمرات القمة ووزراء الخارجية وجميع مؤتمرات المنظمة
3- منظمة التربية والتعليم والثقافة اليونسكو بصفة عضو
4- منظمة الطفل العالمية اليونسيف بصفة عضو
razan madi
نشأتها
أنشئت بموجب قرار صدر عن مؤتمر العالم الاسلمي الذي عقد بمكة المكرمة في 14 ذو الحجة 1381 ه الموافق 18 مايو 1962 م وتستخدم في سبيل تحقيق أهدافها الوسائل التي لاتتعارض مع أحكام الشريعة الاسلامية وتمثل الرابطة في كل من
1- هيئة الأمم المتحدة بصفة عضو مراقب بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بين المنظمات الدولية غير الحكومية ذات الوضع الاستشاري
2- منظمة المؤتمر الاسلامي بصفة مراقب تحضر مؤتمرات القمة ووزراء الخارجية وجميع مؤتمرات المنظمة
3- منظمة التربية والتعليم والثقافة اليونسكو بصفة عضو
4- منظمة الطفل العالمية اليونسيف بصفة عضو
razan madi
الأمم المتحدة
الأمم المتحدة منظمة عالمية تضم في عضويتها جميع دول العالم المستقلة تقريبا تأسست منظمة الأمم المتحدة بتاريخ 24 أكتوبر 945 في مدينة يان فرانسيسكو كاليفونا الأمريكية تبعا لمؤتمر دومبارتون أوكس الذي عقد في العاصمة واشنطن من 1919 الى 1945 كان يوجد منظمة شبيهة بمنظمة الأمم المتحدة تدعى عصبة الأمم الا انها فشلت في مهامها خصوصا بعد قيام الحرب العالمية الثانية ما أدى الى نشوء الأمم المتحدة مفتوحة أمام كل الدول المحبة للسلام الت يتقبل التزامات ميثاق الأمم المتحدة وحكمها ومنذ 14 جويلية من 2011 بعد تقسيم السودان أصبح هناك 193 دولة كأعضاء في المنظمة
razan madi
الأمم المتحدة منظمة عالمية تضم في عضويتها جميع دول العالم المستقلة تقريبا تأسست منظمة الأمم المتحدة بتاريخ 24 أكتوبر 945 في مدينة يان فرانسيسكو كاليفونا الأمريكية تبعا لمؤتمر دومبارتون أوكس الذي عقد في العاصمة واشنطن من 1919 الى 1945 كان يوجد منظمة شبيهة بمنظمة الأمم المتحدة تدعى عصبة الأمم الا انها فشلت في مهامها خصوصا بعد قيام الحرب العالمية الثانية ما أدى الى نشوء الأمم المتحدة مفتوحة أمام كل الدول المحبة للسلام الت يتقبل التزامات ميثاق الأمم المتحدة وحكمها ومنذ 14 جويلية من 2011 بعد تقسيم السودان أصبح هناك 193 دولة كأعضاء في المنظمة
razan madi
ادم عليه السلام
دم في الديانات الصابئية واليهودية والمسيحية والإسلام هو أول مخلوق من البشر خلقه الله وخلق حواء من ضلعه الأيسر ولا يشترك الصابئة مع غيرهم في هذا المعتقد. ووضعه في الأرض قال تعالى: ﴿اني جاعل في الأرض خليفة﴾. وفيالقرآن نجد قصته كيف انه ما لبث ان عصى الله فيها (بأنة نسى العهد واكل من الشجرة التي امره الله بعدم الاكل منها) فأنزله الله إلى الأرض ليكون خليفة فيها. يُلقب بأبي البشر لأن سلالة البشرية جمعاء هي من صلبه. سماه الله آدم لانه خلق من أديم الأرض أي التراب
.
آدم في دين الصابئة المندائيون
تسمية الصابئة كلمة أصلها من الفعل الأرامي المندائي مصبتاً، أي صُبغ أو اغتسل، وتعني التطهر والنقاء، وهو اسم ديانة توحيدية يعتقد متبعوها أنها أنزلت على نبي الله آدم. لهم كتابهم الذي يسمى جنزا ربا أي الكنز العظيم، والذي يعتقد الصابئة المندائيون أنه يجمع صحف النبي آدم أحد أنبياء الصابئة، حيث لهذه الديانة سبعة أنبياء هم: آدم، شيتل بن آدم أو شيث، آنوش، نوح، سام بن نوح، "دنانوخ" وهو ادريس وآخرهم يحيى بن زكريا عليهم السلام. ويمثل آدم في هذه الديانة رأس الذرة الحية وأول الأنبياء والمرسلين من عند الله. ويعتقدون أن آدم وحواء خلقا من طينة واحدة ولكن العلماء المحدثون اتفقوا معهم كمحمد هداية، عدنان إبراهيم وغيرهم.
آدم في المسيحية
يؤمن المسيحيون أن آدم هو أول مخلوقات الرب وأنه طرد من الجنة لأنه أكل من الشجرة المنهي عنها وهي شجرة معرفة الخير والشر وكانت هذه الخطيئة الأولى حسب ما ذكر في سفر التكوين ، ونتيجة لهذه الخطيئة فقد تجسد الاله فيالمسيح ليفدي البشرية بصلبه ويكفر عن خطيئة ادم والتي من المفترض ان عقوبتها الموت وفناء الجنس البشري[1]
آدم في الإسلام
يؤمن المسلمون أن آدم هو أول خلق الله من البشر وأول إنسان على سطح المعمورة خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأمر ملائكته بالسجود له (سجود تحية وتقدير، لا سجود عبادة) فسجدوا جميعاً إلا إبليس لم يسجد وقال لربه أسجد لمن خلقت طيناً انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فغضب الله عليه وأقفل في وجهه باب التوبة والرحمة ولعنه فقال إبليس لربه أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين إلى اليوم الموعود وهو يوم القيامة ولأملأن جهنم ممن اتبعك منهم أجمعين. عندما سكن آدم وزوجه الجنة حاول إبليس التسلل لهما فأغواهما ووسوس لهما وجعلهما يأكلان من الشجرة التي نهاهما الله عنها فعصى آدم ربه فغوى وتسبب في طردهما من الجنة ونزولهما إلى الأرض. ومن أبنائه هابيل وقابيل وشيث. واختلف في مقدار عمره عليه السلام، فقدَّمنا في الحديث، عن ابن عباس، وأبي هريرة مرفوعًا:((أن عمره اكتتب في اللوح المحفوظ ألف سنة)).وهذا لا يعارضه ما في التوراة من أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة لأن قولهم هذا مطعون فيه مردود إذا خالف الحق الذي بأيدينا مما هو المحفوظ عن المعصوم.وأيضًا فإن قولهم هذا يمكن الجمع بينه وبين ما في الحديث، فإن ما في التوراة إن كان محفوظًا محمول على مدة مقامه في الأرض بعد الإهباط وذلك تسعمائة وثلاثون سنة شمسية وهي بالقمرية تسعمائة وسبع وخمسون سنة ويضاف إلى ذلك ثلاث وأربعون سنة مدة مقامه في الجنة قبل الإهباط على ما ذكره ابن جرير وغيره فيكون الجميع ألف سنة. ولما مات بقيت ذريته على دين الإسلام يعبدون الله تعالى وحده ولم يشركوا به شيئاً، فعاش البشر ألف سنة أخرى على دين الإسلام.[2]
ورد ذكر أدم في القرآن الكريم 25 مرة. أكثرها في سورة الأعراف 7 مرات.
خلق آدم
ذكر القرآن،: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ خلق الله آدم جميل الشكلِ والصورة وحسن الصوت لأن جميع أنبياء الله الذين بعثهم الله لهداية الناس كانوا على صورة جميلة وشكل حسن وكذلك كانوا جميلي الصوت، قال صلى الله عليه وسلم : «"ما بعثَ الله نبيًّا إلا حسنَ الوجهِ حسن الصوتِ وإنَّ نبيَّكم أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا".»
ولقد كان طول آدم ستين ذراعًا، وكان وافر الشعر شبهه محمد في الطول بالنخلة السَّحُوق، فلما خلقه الله قال: اذهب فسلم على أولئك (نفر من الملائكة جلوس) فاستمع ما يُحَيُّونَك فإنها تحيّتك وتحية ذريّتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله. وكل من يدخل الجنة يكون على صورة آدم في الطول فقد ورد في مسند الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة عنالنبي «"أن أهل الجنة يدخلون الجنة على خلق آدم ستين ذراعًا في عرض سبعة أذرع".»
ولقد تحدث القرآن عن خلقه في مواضع كثيرة ولمناسبات متعددة، والمتأمل في تلك الآيات الكريمة التي ورد الحديث فيها عن خلق آدم، يجدها تتناول تلك المراحل والأطوار التي مر بها خلقه. ذكرالقرآن في سورة آل عمران: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ [3] (سورة آل عمران, الآية 59). فإذا كان خلق عيسى ـ من غير أب ـ آية عجيبة فإن خلق آدم من تراب آية أعجب، فعيسى خلق من غير أب وآدم خلق من غير أب ولا أم.
في سورة ص: إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ [4] وذكر القرآن في سورة الصافات: فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ [5] أي من طين لزج متماسك. قال الإمام الطبرسي: طين لازب أي لاصق وإنما وصفه جل ثناؤه باللزوب لأنه تراب مخلوط بماء، والتراب إذا اختلط بماء صار طيناً لازباً.
وذكر القرآن في سورة الحجر: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ [6] وذكر القرآن في سورة الرحمن: خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ [7] والصلصال هو الطين اليابس الذي يصلصل، وإذا أدخل النار أو تعرض مدة للشمس صار فخاراً، أما الحمأ فهو الطين الذي اسود وتغير من طول ملازمته الماء، والمسنون المصور، وقيل المصبوب المفرغ، أي أفرغ صورة إنسان كما تفرغ الصور من الجواهر المذابة في قوالبها، وقيل: المسنون هو المتغير الرائحة ومنه قول القرآن : «"﴿فَانظُرْ إلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾.» [8] أي لم يتغير مع مضي مائة عام عليه.
خروج آدم من الجنة
وتمضي القصة في القرآن الكريم: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [11]
وفي سورة الأعراف: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [12]
والوسوسة هي الصوت الخفي المتكرر. وقد استخدم الشيطان مكره ليُظهر لآدم وزوجته ما سُتر عنهما من عوراتهما، وأخبرهما -كاذبًا- أن الله سبحانه نهاهما عن الأكل من الشجرة لئلا يكونا ملكين، أو يكونا من الخالدين الذين لا يموتون. ومعنى ﴿فدلاهما بغرور﴾ : فأنزلهما عن رتبة الطاعة إلى رتبة المعصية بما غرّهما به من القَسَم، فالتدلية: إرسال الشيء من أعلى إلى أسفل. ﴿وطفقا يخصفان﴾ : شرعا يلزقان من ورق الجنة ورقة فوق أخرى على عوراتهما لسترها.
لقد كانت معصية آدم نسيانًا منه، لا تعمدًا في مخالفة أمر الله. قال تعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [13] واستغفر ربه، فتاب عليه واجتباه، كما قال سبحانه: ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى [14]
أبناء آدم
قابيل هو أول أبناء آدم في جميع الديانات السماوية. يروي لنا القرآن الكريم قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي :
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من بنت البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. ذكر القرآن في سورة المائدة:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ [15]
لاحظ كيف ينقل إلينا الله كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. (لم يتجاهل كلمات القاتل بل ذكرها في القرآن الكريم مرتين :الأولى : ﴿قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ﴾ قال القتيل في هدوء : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ [16] والثانية : بعد أن قتل اخاه نادما على مافعل فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ .[17]
«"انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله : "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ. اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه مثلما فعل الغراب.".»
حزن آدم حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
وفاته ومدفنه
ال شيخ الإسلام ابن تيمية: «" وأما قبور الأنبياء: فالذي اتفق عليه العلماء هو " قبر النبي صلى الله عليه وسلم " فإن قبره منقول بالتواتر وكذلك في صاحبيه، وأما " قبر الخليل " : فأكثر الناس على أن هذا المكان المعروف هو قبره، وأنكر ذلك طائفة، وحكي الإنكار عن مالك وأنه قال : ليس في الدنيا قبر نبي يعرف إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم، لكن جمهور الناس على أن هذا قبره، ودلائل ذلك كثيرة، وكذلك هو عند أهل الكتاب، ولكن ليس في معرفة قبور الأنبياء بأعيانها فائدة شرعية، وليس حفظ ذلك من الدِّين، ولو كان من الدِّين لحفظه الله كما حفظ سائر الدين، وذلك أن عامة من يسأل عن ذلك إنما قصده الصلاة عندها والدعاء بها ونحو ذلك من البدع المنهي عنها. "»[18] لا يعرف قبر النبي في الأرضغير النبي محمد عليه السلام وقد أختلف في مكان وفاة نبي الله وأبو البشر آدم فمرة يقال في الهند ومرة في الشام ومرة في مكة! فلايوجد دليل ثابت على مكان دفنه.[19]
.
آدم في دين الصابئة المندائيون
تسمية الصابئة كلمة أصلها من الفعل الأرامي المندائي مصبتاً، أي صُبغ أو اغتسل، وتعني التطهر والنقاء، وهو اسم ديانة توحيدية يعتقد متبعوها أنها أنزلت على نبي الله آدم. لهم كتابهم الذي يسمى جنزا ربا أي الكنز العظيم، والذي يعتقد الصابئة المندائيون أنه يجمع صحف النبي آدم أحد أنبياء الصابئة، حيث لهذه الديانة سبعة أنبياء هم: آدم، شيتل بن آدم أو شيث، آنوش، نوح، سام بن نوح، "دنانوخ" وهو ادريس وآخرهم يحيى بن زكريا عليهم السلام. ويمثل آدم في هذه الديانة رأس الذرة الحية وأول الأنبياء والمرسلين من عند الله. ويعتقدون أن آدم وحواء خلقا من طينة واحدة ولكن العلماء المحدثون اتفقوا معهم كمحمد هداية، عدنان إبراهيم وغيرهم.
آدم في المسيحية
يؤمن المسيحيون أن آدم هو أول مخلوقات الرب وأنه طرد من الجنة لأنه أكل من الشجرة المنهي عنها وهي شجرة معرفة الخير والشر وكانت هذه الخطيئة الأولى حسب ما ذكر في سفر التكوين ، ونتيجة لهذه الخطيئة فقد تجسد الاله فيالمسيح ليفدي البشرية بصلبه ويكفر عن خطيئة ادم والتي من المفترض ان عقوبتها الموت وفناء الجنس البشري[1]
آدم في الإسلام
يؤمن المسلمون أن آدم هو أول خلق الله من البشر وأول إنسان على سطح المعمورة خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأمر ملائكته بالسجود له (سجود تحية وتقدير، لا سجود عبادة) فسجدوا جميعاً إلا إبليس لم يسجد وقال لربه أسجد لمن خلقت طيناً انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فغضب الله عليه وأقفل في وجهه باب التوبة والرحمة ولعنه فقال إبليس لربه أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين إلى اليوم الموعود وهو يوم القيامة ولأملأن جهنم ممن اتبعك منهم أجمعين. عندما سكن آدم وزوجه الجنة حاول إبليس التسلل لهما فأغواهما ووسوس لهما وجعلهما يأكلان من الشجرة التي نهاهما الله عنها فعصى آدم ربه فغوى وتسبب في طردهما من الجنة ونزولهما إلى الأرض. ومن أبنائه هابيل وقابيل وشيث. واختلف في مقدار عمره عليه السلام، فقدَّمنا في الحديث، عن ابن عباس، وأبي هريرة مرفوعًا:((أن عمره اكتتب في اللوح المحفوظ ألف سنة)).وهذا لا يعارضه ما في التوراة من أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة لأن قولهم هذا مطعون فيه مردود إذا خالف الحق الذي بأيدينا مما هو المحفوظ عن المعصوم.وأيضًا فإن قولهم هذا يمكن الجمع بينه وبين ما في الحديث، فإن ما في التوراة إن كان محفوظًا محمول على مدة مقامه في الأرض بعد الإهباط وذلك تسعمائة وثلاثون سنة شمسية وهي بالقمرية تسعمائة وسبع وخمسون سنة ويضاف إلى ذلك ثلاث وأربعون سنة مدة مقامه في الجنة قبل الإهباط على ما ذكره ابن جرير وغيره فيكون الجميع ألف سنة. ولما مات بقيت ذريته على دين الإسلام يعبدون الله تعالى وحده ولم يشركوا به شيئاً، فعاش البشر ألف سنة أخرى على دين الإسلام.[2]
ورد ذكر أدم في القرآن الكريم 25 مرة. أكثرها في سورة الأعراف 7 مرات.
خلق آدم
ذكر القرآن،: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ خلق الله آدم جميل الشكلِ والصورة وحسن الصوت لأن جميع أنبياء الله الذين بعثهم الله لهداية الناس كانوا على صورة جميلة وشكل حسن وكذلك كانوا جميلي الصوت، قال صلى الله عليه وسلم : «"ما بعثَ الله نبيًّا إلا حسنَ الوجهِ حسن الصوتِ وإنَّ نبيَّكم أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا".»
ولقد كان طول آدم ستين ذراعًا، وكان وافر الشعر شبهه محمد في الطول بالنخلة السَّحُوق، فلما خلقه الله قال: اذهب فسلم على أولئك (نفر من الملائكة جلوس) فاستمع ما يُحَيُّونَك فإنها تحيّتك وتحية ذريّتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله. وكل من يدخل الجنة يكون على صورة آدم في الطول فقد ورد في مسند الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة عنالنبي «"أن أهل الجنة يدخلون الجنة على خلق آدم ستين ذراعًا في عرض سبعة أذرع".»
ولقد تحدث القرآن عن خلقه في مواضع كثيرة ولمناسبات متعددة، والمتأمل في تلك الآيات الكريمة التي ورد الحديث فيها عن خلق آدم، يجدها تتناول تلك المراحل والأطوار التي مر بها خلقه. ذكرالقرآن في سورة آل عمران: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ [3] (سورة آل عمران, الآية 59). فإذا كان خلق عيسى ـ من غير أب ـ آية عجيبة فإن خلق آدم من تراب آية أعجب، فعيسى خلق من غير أب وآدم خلق من غير أب ولا أم.
في سورة ص: إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ [4] وذكر القرآن في سورة الصافات: فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ [5] أي من طين لزج متماسك. قال الإمام الطبرسي: طين لازب أي لاصق وإنما وصفه جل ثناؤه باللزوب لأنه تراب مخلوط بماء، والتراب إذا اختلط بماء صار طيناً لازباً.
وذكر القرآن في سورة الحجر: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ [6] وذكر القرآن في سورة الرحمن: خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ [7] والصلصال هو الطين اليابس الذي يصلصل، وإذا أدخل النار أو تعرض مدة للشمس صار فخاراً، أما الحمأ فهو الطين الذي اسود وتغير من طول ملازمته الماء، والمسنون المصور، وقيل المصبوب المفرغ، أي أفرغ صورة إنسان كما تفرغ الصور من الجواهر المذابة في قوالبها، وقيل: المسنون هو المتغير الرائحة ومنه قول القرآن : «"﴿فَانظُرْ إلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾.» [8] أي لم يتغير مع مضي مائة عام عليه.
خروج آدم من الجنة
وتمضي القصة في القرآن الكريم: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [11]
وفي سورة الأعراف: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [12]
والوسوسة هي الصوت الخفي المتكرر. وقد استخدم الشيطان مكره ليُظهر لآدم وزوجته ما سُتر عنهما من عوراتهما، وأخبرهما -كاذبًا- أن الله سبحانه نهاهما عن الأكل من الشجرة لئلا يكونا ملكين، أو يكونا من الخالدين الذين لا يموتون. ومعنى ﴿فدلاهما بغرور﴾ : فأنزلهما عن رتبة الطاعة إلى رتبة المعصية بما غرّهما به من القَسَم، فالتدلية: إرسال الشيء من أعلى إلى أسفل. ﴿وطفقا يخصفان﴾ : شرعا يلزقان من ورق الجنة ورقة فوق أخرى على عوراتهما لسترها.
لقد كانت معصية آدم نسيانًا منه، لا تعمدًا في مخالفة أمر الله. قال تعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [13] واستغفر ربه، فتاب عليه واجتباه، كما قال سبحانه: ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى [14]
أبناء آدم
قابيل هو أول أبناء آدم في جميع الديانات السماوية. يروي لنا القرآن الكريم قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي :
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من بنت البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. ذكر القرآن في سورة المائدة:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ [15]
لاحظ كيف ينقل إلينا الله كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. (لم يتجاهل كلمات القاتل بل ذكرها في القرآن الكريم مرتين :الأولى : ﴿قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ﴾ قال القتيل في هدوء : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ [16] والثانية : بعد أن قتل اخاه نادما على مافعل فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ .[17]
«"انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله : "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ. اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه مثلما فعل الغراب.".»
حزن آدم حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
وفاته ومدفنه
ال شيخ الإسلام ابن تيمية: «" وأما قبور الأنبياء: فالذي اتفق عليه العلماء هو " قبر النبي صلى الله عليه وسلم " فإن قبره منقول بالتواتر وكذلك في صاحبيه، وأما " قبر الخليل " : فأكثر الناس على أن هذا المكان المعروف هو قبره، وأنكر ذلك طائفة، وحكي الإنكار عن مالك وأنه قال : ليس في الدنيا قبر نبي يعرف إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم، لكن جمهور الناس على أن هذا قبره، ودلائل ذلك كثيرة، وكذلك هو عند أهل الكتاب، ولكن ليس في معرفة قبور الأنبياء بأعيانها فائدة شرعية، وليس حفظ ذلك من الدِّين، ولو كان من الدِّين لحفظه الله كما حفظ سائر الدين، وذلك أن عامة من يسأل عن ذلك إنما قصده الصلاة عندها والدعاء بها ونحو ذلك من البدع المنهي عنها. "»[18] لا يعرف قبر النبي في الأرضغير النبي محمد عليه السلام وقد أختلف في مكان وفاة نبي الله وأبو البشر آدم فمرة يقال في الهند ومرة في الشام ومرة في مكة! فلايوجد دليل ثابت على مكان دفنه.[19]